كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 6)
ليست بمعنى الجنان الغناء وإنما هي تجمعات شجرية لا خير فيها ..إن ما نشاهده هذه الأيام في الأخبار عن الدول التي يصيبها الفيضان في سنة معينة فإن السنة التي بعدها تكون سنة قحط وجدب وجوع وعوز لأهل تلك المناطق وهو بالفعل تطبيق لتسلسل الآية الكريمة فباللّه عليكم من أخبر محمدا صلى اللّه عليه وسلم بهذه التفاصيل؟ أ في اللّه شك. وهل من معتبر؟ ففروا إلى اللّه إني لكم ناصح أمين «1».
لقد نشرت عدة أبحاث إعجازية في موضوع الإعجاز القرآني في البحار وأسرارها في مجلة الإعجاز العلمي السعودية في أعدادها المختلفة.
وهكذا يبدو واضحا مدى الإعجاز العلمي الذي تحتويه هذه الآيات القرآنية العظيمة، إعجاز علمي جاءت به قبل 14 قرنا من الزمان، ولم يتوصل العلماء إلى معرفة جوانبه إلا في العقود القليلة الماضية. وكما نقول دائما، إن هذا لدليل واضح لكل صاحب عقل حر، وفكر محايد، يثبت له أن هذا القرآن العظيم هو فعلا كلام اللّه تبارك وتعالى، الذي نزل على خاتم رسله محمد صلى اللّه عليه وسلم الذي عاش في بيئة صحراوية لا علاقة لها بالسواحل أو حياة البحار، فيكون ما جاء به هو من عند اللّه الخالق العظيم، إنه هو الوحي الذي نزل عليه، وأمر بإبلاغه للناس، وقد بلغه صلى اللّه عليه وسلم، وأمرنا بإبلاغه لكافة شعوب العالم.
قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وهُدىً وبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ (102)، (النحل: 102). وهذه خصيصة من خصائص القرآن العظيم، كتاب اللّه الخالد الذي نزل على نبي أمي في أمة أمية لا صلة لها بأبحاث الجيولوجيا، أو الفلك، أو علوم البحار، أو غير ذلك ... فلا هم كانوا يعرفون هذا، ولا غيرهم من الأمم، حتى إلى مئات السنين بعد نزول القرآن العظيم، ولم يتوصل الناس إلى هذا الكشف الجيولوجي إلا حديثا!!. اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللَّهِ ذلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ ومَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ (23)، (الزمر: 23) «2».
وإلى الملتقى مع الكتاب القادم من هذه السلسلة والسلام عليكم ورحمة اللّه تعالى وبركاته.
______________________________
(1) لتفاصيل أكثر يراجع كتابنا (المنظار الهندسي للقرآن الكريم)، وكذلك كتاب (المياه في القرآن) للمهندس عامر الدليمي .. انظر المصادر في نهاية السلسلة.
(2) برنامج المعجزة الخالدة، الجزء الأول، العلوم الطبيعية، قرص مدمج، 1998.
