كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 6)

قدراته العجيبة في كونه سببا رئيسيا من أسباب الحياة للأحياء. وللماء خواص عديدة يتضح بدراسة كل منها أن وجوده يجعله سببا رئيسيا للحياة في الكائنات الحية، فمن هذه الخواص: تماسك الجزيئات، القابلية على الالتصاق، التوتر السطحي، الخاصية الشعرية، القدرة على إذابة المواد الصلبة أو تعليقها أو استحلابها، ارتفاع درجة الحرارة النوعية (أي: كبر السعة الحرارية)، القدرة على التبريد، الشذوذ عن القاعدة العامة للسوائل وذلك عند ما تهبط درجة حرارة الماء إلى 4 درجات مئوية، فبدل أن تزيد كثافته فإنها تقل .. وبالتالي إذا تصلبت كمية من الماء فإنها تكون ثلجا (أو جليدا) يطفو فوق سطح الماء، وإذا تصلبت كمية من أحد السوائل الأخرى فإنها تغوص ... ومن المعروف أن لهذه الخاصية فائدة عظيمة لحياة الكائنات البحرية، (وهي أغلب كائنات الحياة).
وهناك معان أخرى لكون الماء المادة الأساسية للحياة، سواء في الخلق أو التكوين أو الدور الوظيفي الضروري، منها أن المواد العضوية اللازمة لحياة الكائنات الحية (مواد سكرية، مواد نشوية، مواد دهنية، مواد بروتينية) تتكون أساسا من جزئي الجلوكوز الذي يصنعه النبات، وهو يحتاج في تصنيعه إلى (الماء) وثاني أكسيد الكربون في حضور الطاقة الشمسية، إذن فسواء أكل الحيوان نباتا أو أكل الحيوان حيوانا آخر أو الإنسان نباتا أو حيوانا، فأجسام كل هؤلاء تعتمد على النباتات التي تتشكل من مواد عضوية يمثل (الماء) المركب الأساسي في عملية إنتاجها ... وحتى أو كسجين النفس، الذي تموت أغلب الأحياء إذا اختفى، فإنه يخرج من هذه العملية الحيوية التي يقوم بها النبات، إذا فلا عجب إذا قلنا (إن الحياة ظاهرة مائية).
الماء في القرآن الكريم:
يعتبر الماء أساسيا ليس في حياة الكائنات الحية فقط، بل لا يكاد أي تفاعل كيماوي يخلو منه أو من جزيئاته المكونة له ألا وهي الهيدروجين والأوكسجين .. ذكر الماء على مستوى جذر الكلمة في القرآن الكريم 63 مرة، منها كلمة (ماء) نكرة 35 مرة، وكلمة (الماء) معرفة 17 مرة، وبقية العدد جاء مع حالات أخرى لجذر الكلمة مثل (ماؤها)، (ماءك) وغيرها.
الماء في القرآن هو من آيات اللّه في الإحياء والموت وهو الذي جعل اللّه منه كل شيء حي، وهو الرزق الذي أنزله اللّه تعالى من السماء فأحيا به الأرض بعد موتها. فالماء

الصفحة 8