كتاب سلسلة ومضات إعجازية من القرآن والسنة النبوية (اسم الجزء: 6)

الذي أخرجه اللّه تعالى من الحي - الهيدروجين والأوكسجين قبل اشتعالهما - وهذا ما نراه واضحا في آيات اللّه المقروءات [البقرة (21 - 22)، الأنعام (95)، يونس (31)، الروم (19)، الزمر (21)] .. فالماء في حقيقة أمره والتي أكثر الناس هم عنها معرضون هو الناتج عن احتراق الهيدروجين أو أكسدته أو اتحاده مع الأوكسجين، وتعريفه الكيماوي هو تفاعل الأوكسجين بالهيدروجين ( H 2 O) أو (يد 2 أ)، ومن الماء ما هو بيرو أوكسيد الهيدروجين ( H 2 O 2) أو (يد 2 أ 2)، وكذلك ( H 3 O G) أو ما يعرف بالماء الحامضي الذي يستخدم كمطهر بالإضافة إلى استخداماته الصناعية والعلاجية العديدة .. والماء هو الرماد المحروق الوحيد الذي يمكن تحليله إلى مركباته الأصلية قبل الاحتراق ليعاد حرقها في دورات متعاقبة دون فقد لكمياته ولخواصه الكيميائية والطبيعية، ودون إنتاج مواد ضارة أو عوامل تفسد البيئة والهواء، كما وينتج عن احتراقه طاقات ميكانيكية وضوئية وحرارية لا يقل قدرها عن الطاقات التي استخدمت في تحليله إلى عناصره الأولية، بالإضافة إلى أن سريانه وتدفقه السريع يستخدم في الطاقات المولدة للطاقة الكهربائية .. وقد اختصه اللّه تعالى بخواص عديدة أخرى من شأنها الحفاظ على ما خلقه من الأحياء في البر والبحر والهواء ليرسله اللّه إلى من يشاء دون أنابيب أو مضخات أو ناقلات غير السحاب والرياح .. وهذا الرتق أي جزءي الماء يتركب من ثلاث رتوق كهربائية (ثلاث ذرات ذرتان منها هيدروجين وواحدة أوكسجين) وخواصه الطبيعية والكيمياوية تخالف خواص مركباته الغازية. «1».
وقد حمل التفصيل القرآني للمياه حالات عديدة لأنواع المياه كالعيون والينابيع والآبار والأنهار والبحار. كما وعبرت الصيغة القرآنية لكلمة ماء عن السوائل عموما، إذ عبرت الصفات التي تضاف إلى الموصوف وهو الماء عن حالات مختلفة لسوائل يدخل الماء في تركيبها مثل: مهين، ثجاج، مبارك، فرات، أجاج وغيرها. فضلا عن الحقائق التي ثبتها القرآن الكريم في أن أصل كل الأحياء هو من ماء، وأن مني الرجل يحوي نسبة عالية من الماء، وعلاقة المياه بالظاهرة الضوئية الصحراوية المسماة بالسراب، علاقة التربة بالمياه، الدورة الهيرولوجية وغيرها من الحقائق العلمية الدامغة التي اكتشفت
______________________________
(1) الأستاذ سعد جبر التميمي، الأيام الستة لرحلة الحياة الدنيا، ص 23 - 26 بتصرف.

الصفحة 9