كتاب مصنف ابن أبي شيبة (اسم الجزء: 6)
§29 - كِتَابُ التَّأْرِيخِ
§حَدِيثُ الْيَمَامَةِ وَمَنْ شَهِدَهَا
33718 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَنَّ حَبِيبَ بْنَ زَيْدٍ قَتَلَهُ مُسَيْلِمَةُ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْيَمَامَةِ خَرَجَ أَخُوهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ وَأُمُّهُ، وَكَانَتْ أُمُّهُ نَذَرَتْ إِنْ لَا يُصِيبَهَا غُسْلٌ حَتَّى يُقْتَلَ مُسَيْلِمَةُ، فَخَرَجَا فِي النَّاسِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ: «جَعَلْتُهُ مِنْ شَأْنِي، §فَحَمَلْتُ عَلَيْهِ، فَطَعَنْتُ بِالرُّمْحِ، فَمَشَى إِلَيَّ فِي الرُّمْحِ» قَالَ: «وَنَادَانِي رَجُلٌ مِنَ النَّاسِ أَنْ أَخِّرِ الرُّمْحَ» قَالَ: فَلَمْ يَفْهَمْ، قَالَ: فَنَادَاهُ أَنْ أَلْقِ الرُّمْحَ مِنْ يَدِكَ، قَالَ: فَأَلْقَى الرُّمْحَ مِنْ يَدِهِ، وَغَلَبَ مُسَيْلِمَةَ
33719 - حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: أَتَيْتُ عَلَى ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ يَوْمَ الْيَمَامَةِ وَهُوَ يَتَحَنَّطُ، فَقُلْتُ: «أَيْ عَمِّ، §أَلَا تَرَى مَا لَقِيَ النَّاسُ؟»، فَقَالَ: الْآنَ يَا ابْنَ أَخِي
33720 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِيدِ الْمُزَنِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: «أَتَيْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَخْرَمَةَ صَرِيعًا يَوْمَ الْيَمَامَةِ، فَوَقَفْتُ عَلَيْهِ»، فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، §هَلْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ؟، قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَاجْعَلْ لِي فِي هَذَا الْمِجَنِّ مَاءٌ لَعَلِّي أُفْطِرُ عَلَيْهِ، قَالَ: «فَأَتَيْتُ الْحَوْضَ وَهُوَ مَمْلُوءٌ دَمًا، فَضَرَبْتُهُ بِجَحْفَةٍ مَعِي، ثُمَّ اغْتَرَفْتُ مِنْهُ، فَأَتَيْتُهُ، فَوَجَدْتُهُ قَدْ قَضَى»
33721 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " §كُنْتُ بَيْنَ يَدَيْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ وَبَيْنِ الْبَرَاءِ يَوْمَ الْيَمَامَةِ , قَالَ: فَبَعَثَ خَالِدٌ الْخَيْلَ فَجَاءُوا مُنْهَزِمِينَ , وَجَعَلَ الْبَرَاءُ يَرْعَدُ، فَجَعَلْتُ أُلْحِدُهُ إِلَى الْأَرْضِ وَهُوَ يَقُولُ: أَيْ أَحِدُنِي أُفْطِرُ , قَالَ: ثُمَّ بَعَثَ خَالِدٌ الْخَيْلَ فَجَاءُوا مُنْهَزِمِينَ , قَالَ , فَنَظَرَ خَالِدٌ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ إِلَى الْأَرْضِ , وَكَانَ يَصْنَعُ ذَلِكَ إِذَا أَرَادَ الْأَمْرَ , ثُمَّ قَالَ: يَا بَرَاءُ , وَحِّدْ فِي نَفْسِكَ , قَالَ: فَقَالَ: الْآنَ؟ قَالَ: فَقَالَ: نَعَمْ. الْآنَ , قَالَ: فَرَكِبَ الْبَرَاءُ فَرَسَهُ فَجَعَلَ يَضْرِبُهَا بِالسَّوْطِ , وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهَا , تَمْضُغُ ثَدْيَيْهَا فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ: يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ , إِنَّهُ لَا مَدِينَةَ لَكُمْ وَإِنَّمَا هُوَ اللَّهُ وَحْدَهُ وَالْجَنَّةُ , ثُمَّ حَمَلَ وَحَمَلَ النَّاسُ مَعَهُ , فَانْهَزَمَ أَهْلُ الْيَمَامَةِ حَتَّى أَتَى حِصْنَهُمْ فَلَقِيَهُ مُحَكِّمُ الْيَمَامَةِ , فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ، فَاتَّقَاهُ الْبَرَاءُ بِالْجُحْفَةِ , فَأَصَابَ الْجُحْفَةَ , ثُمَّ ضَرَبَهُ الْبَرَاءُ فَصَرَعَهُ، فَأَخَذَ سَيْفَ مُحَكِّمِ الْيَمَامَةِ فَضَرَبَهُ بِهِ حَتَّى انْقَطَعَ , فَقَالَ: قَبَّحَ اللَّهُ مَا بَقِيَ مِنْكَ , وَرَمَى بِهِ وَعَادَ إِلَى سَيْفِهِ "
33722 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: كَانَ الزُّبَيْرُ يَتْبَعُ الْقَتْلَى يَوْمَ الْيَمَامَةِ، فَإِذَا رَأَى رَجُلًا بِهِ رَمَقٌ أَجْهَزَ عَلَيْهِ، قَالَ: فَانْتَهَى إِلَى رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ مَعَ الْقَتْلَى، فَأَهْوَى إِلَيْهِ بِالسَّيْفِ، فَلَمَّا وَجَدَ مَسَّ السَّيْفِ وَثَبَ يَسْعَى، وَسَعَى الزُّبَيْرُ خَلْفَهُ، وَهُوَ يَقُولُ: أَنَا ابْنُ صَفِيَّةَ الْمُهَاجِرُ قَالَ: فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ فَقَالَ: «§كَيْفَ تَرَى شَدَّ أَخِيكَ الْكَافِرِ؟» قَالَ: «فَحَاصَرَهُ حَتَّى نَجَا»
الصفحة 546