كتاب البصائر والذخائر (اسم الجزء: 6)

قال: والوجه الثاني أن المعنى على ظاهره، وذلك أن الله تعالى جبل الخلق في أول الفطرة على الطهارة والخير، إلا أنهم ربما أكرهوا أنفسهم على النجاسة والشر، فعلى هذا التأويل: ومن دخل كان آمناً على حسب ما فطر عليه وتقدم إليه؛ ألا ترى أن الشاة والذئب والحمام تأتلف في الحرم.
سمعت السيرافي يقول، سمعت نفطويه يقول: لحن الكبراء النصب والجر، ولحن الأواسط الرفع، ولحن السفلة الكسر.
سمعت ابن مهدي الطبري يقول، مشايخ بغداد يقولون: ما رأينا أفصح من ابن داود مطبوعاً، ولا أفصح من نفطويه متكلفاً.
شاعر: الطويل
لئن كان قومي قلدوني أمورهم ... ولم أكفهم إني إذن للئيم
علام إذن أدعى أميراً وأرتجى ... وتعصب بي الأمر العظيم تميم
فقل لتميم ما حميت ذماركم ... ولا حطت منكم ما يحوط كريم
إذا أنا لم أغضب جذاماً وحميراً ... بخوف له بين الضلوع نئيم
وأقذف عبد القيس بن بحر ذلة ... تظل به بين التراب تعوم
اعتلت امرأة، فقدم إليها فالوذج، فنظرت إليه وقالت: والله إنك لهين المزدرد لين المسترط، وإنك لتعلم أن العودة إلى مثلك لتطول مدتها، فما يمنعني أن أتلقى حرارتك بحلقوم لهجم، وبلعوم سرطم، ثم يقضي الله في قضاءه.

الصفحة 218