كتاب البصائر والذخائر (اسم الجزء: 6)

واعتمد عليه في القضايا والأحكام، وأطلق له النظر بما أمر الله عز وجل في أموال الوصايا والوقوف والأيتام، لدينه المعرى من الشوائب، وورعه المبرإ من المعائب، وعلمه الذي قد جمع أطرافه، وبذ به أشكاله وأخلافه، واقتصاده الذي هو عنوانه، وعليه يجري أصحابه وأعوانه، وتأنيه في إمضاء الحكومات، ودرئه الحدود بالشبهات، واقتداره على كف أربه، واشتماله على ما يقربه من ربه، وأمير المؤمنين يسأل الله تعالى أن يوفق آراءه ولا يعروها فند، ويصل له وبه صلاحاً يبقى على الأبد، ويعين فلاناً على ما تحمله، فإنه عبء ثقيل، وأمر عظيم جليل.
شاعر من الكتاب: الطويل
أعاتك أدني من أبيك السنورا ... فقد أصبحت نار العشيرة أنورا
وجاش بعبد القيس ما في صدورهم ... علينا من الأخبار حتى تفطرا
وما ضرنا أن القبائل أصبحت ... علينا غضاباً ليس تنكر منكرا
وأنا نعد الناس منبر ملكهم ... إذا اضطرب الخيلان حتى نؤمرا
وأنا إذا ما خيرونا وجدتنا ... وإن كثروا منهم أعز وأكبرا
فهاتي سلاحي أكف قومي أمورهم ... وقد قلدوني الأمر أروع أزهرا
وبئس أخو القوم الكرام وشيخهم ... أبوك غداً إن أقدموا وتأخرا
وإن هو لم يركب قرا الحرب كلما ... تسنم منها قاعداً وتنمرا
وإن يسأم الإقدام في الروع آمناً ... ولو خاض بحر الموت حولاً مكدرا
قال بعض السلف: عليك بالإخوان، ألم تسمع قوله تعالى " فما لنا من شافعين ولا صديق حميم " الشعراء: 100 - 101.

الصفحة 220