كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 6)
أدعوك إليه" -أو كما قال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال له ركانة: يا محمد، هل لك من شاهد يدل على صدقك؟ فقال: "أرأيت إن صرعتك أتؤمن بالله ورسوله؟ " قال: نعم يا محمد، فقال له: "تهيأ للمصارعة"، قال: تهيأت، فدنا منه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخذه ثم صرعه، قال: فتعجب من ذلك ركانة، ثم سأله الإقالة والعودة، ففعل به ذلك ثانيًا وثالثًا. فوقف ركانة متعجبًا وقال: إن شأنك لعجيب. رواه الحاكم في مستدركه عن أبي جعفر محمد بن ركانة المصارع،............
__________
أدعوك إليه؟ " فتؤمن بالله ورسوله، "أو كما قال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم" شك الراوي "فقال له ركانة: يا محمد, هل لك من شاهد يدل على صدقك" فيما تقوله؟ "فقال: "أرأيت" أي: أخبرني "إن صرعتك أتؤمن بالله ورسوله؟ " بهمزة الاستفهام، "قال: نعم يا محمد" وصريح هذا أن السائل له في المصارعة المصطفى، وفي رواية البلاذري: أن السائل ركانة، فيحتمل أن كلًّا منهما توارد مع الآخر في السؤال، "فقال له: "تهيأ للمصارعة"، فقال: تهيأت، فدنا منه رسول الله -صلى الله عليه وسلم، فأخذه، ثم صرعه قال: فتعجب من ذلك ركانة"؛ لأنه كان مستحيلًا عنده أن أحدًا يصرعه، "ثم سأله الإقالة" مما توافقا عليه، وهو الإيمان إن صرعه لا على قطيع من الغنم، لأن المعاقدة على الغنم إنما كانت مع ابنه يزيد، كما في الإصابة، "والعودة" إلى المصارعة، "ففعل به ذلك ثانيًا وثالثًا، فوقف ركانة متعجبًا، وقال: إن شأنك لعجيب" وأسلم عقبها في قول، والآخر في فتح مكة، قال في الإصابة: ركانة بن عبد يزيد، بن هاشم، بن المطلب، بن عبد مناف، المطلبي. روى البلاذري أنه قدم من سفر، فأخبر خَبَرَ النبي -صلى الله عليه وسلم- بمكة قبل الإسلام, وكان أشد الناس، فقال: يا محمد إن صرعتني آمنت بك، فصرعه، فقال: أشهد أنك ساحر، ثم أسلم بعد، وأطعمه النبي -صلى الله عليه وسلم- خمسين وسقًا، وقيل: لقيه في بضع جبال مكة، فقال: يا ابن أخي بلغني عنك شيء، فإن صرعتني علمت أنك صادق، فصارعه، فصرعه، وأسلم ركانة في فتح مكة، وقيل عقب مصارعته، ومات في خلافة معاوية، قال الزبير، وقال أبو نعيم، في خلافة عثمان، وقيل: عاش إلى سنة إحدى وأربعين. انتهى.
باختصار "رواه الحاكم في مستدركه عن أبي جعفر، محمد بن ركانة المصارع" كذا وقع للمصنف، وصوابه عن أبي جعفر، عن أبيه محمد إلخ.....، قال في التقريب أبو جعفر بن محمد بن ركانة، مجهول من السادسة، وفيه أيضًا محمد بن ركانة مجهول من الثالثة، ووهم من ذكره في الصحابة، وقال في الإصابة محمد بن ركانة، القرشي، المطلبي، لأبيه صحبة، وأمَّا هو، فأرسل شيئًا، فذكره البغوي في الصحابة، فقال: حدثنا داود بن رشيد، حدثنا محمد بن ربيعة، عن أبي جعفر، بن محمد بن ركانة، عن أبيه أنه صارع النبي -صلى الله عليه وسلم، فصرعه النبي، قال: