كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 6)
ورواه أبو داود والترمذي, وكذا البيهقي من رواية سعيد بن جبير.
وقد صارع -عليه الصلاة والسلام- جماعة غير ركانة، منهم أبو الأسود الجمحي، كما قاله السهيلي. ورواه البيهقي، وكان شديدًا بلغ من...............
__________
وسمعت النبي -صلى الله عليه وسلم، يقول: "فرق ما بيننا وبين أهل الكتاب العمائم على القلانس".
قال ابن منده: ذكره البغوي في الصحابة، وهو تابعي، وقال ابن فتحون: حديث المصارعة مشهور عن ركانة، وكذا حديث العمائم، كان محمدًا أرسله، أو سقط من السند عن أبيه، قلت: الاحتمال الثاني أقرب، وهو موجود في رواية أبي داود عن قتيبة، عن محمد بن ربيعة بهذا الإسناد, لكن قال بعد المصارعة: قال: سمعت رسول الله، فظهر أن محمدًا أرسل حديث المصارعة، وأسند حديث العمامة، فسقط من رواية داود بن رشيد، قال ركانة: وسمعت، فصار ظاهره أن قائل سمعت محمد، فلو كان كذلك، لكان صحابيًّا بلا ريب، لكن جزم ابن حبان في الثقات بأنه تابعي، "ورواه أبو داود والترمذي" من رواية أبي الحسن العسقلاني، عن أبي جعفر بن محمد بن ركانة، عن أبيه, أن ركانة صارع النبي -صلى الله عليه وسلم. الحديث.
قال الترمذي: قريب، وليس إسناده بالقائم، وقال ابن حبان في إسناد خبره: قاله الإصابة، "وكذا" أخرجه "البيهقي، من رواية سعيد بن جبير" التابعي المشهور، "وقد صارع -عليه الصلاة واللام- جماعة غير ركانة، منهم" ابنه يزيد بن ركانة.
قال أبو عمر: له ولأبيه صحبة ورواية, روى عنه ابناه علي وعبد الرحمن، وأبو جعفر الباقر، وأخرج ابن قانع من طريق يزيد ابن أبي صالح، عن علي بن يزيد بن ركانة، أن أباه أخبره أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دعا ركانة بأعلى مكة، فقال: "يا ركانة أسلم" فأبى، فقال: "أرأيت إن دعوت هذه الشجرة لشجرة قائمة؟ فأجابتني تجيبني إلى الإسلام"، قال: نعم، فذكر الحديث، وقصة الصراع مشهورة لركانة، لكن جاء من وجه آخر أنه يزيد بن ركانة، فأخرج الخطيب في المؤتلف عن ابن عباس، قال: جاء يزيد بن ركانة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ومعه ثلثمائة من الغنم، فقال: يا محمد هل لك أن تصارعني، قال: "وما تجعل لي إن صرعتك؟ " قال: مائة من الغنم، فصارعه، فصرعه، ثم قال: هل لك في العود؟، قال: "وما تجعل لي؟ " قال: مائة أخرى، فصارعه فصرعه، وذكر الثالثة، فقال: يا محمد ما وضع جنبي في الأرض أحد قبلك، وما كان أحد أبغض إليى منك، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، فقام عنه، وردَّ عليه غنمه، ذكره في الإصابة، فقد صارع ركانة، وابنه جميعًا، ومنهم "أبو الأسود الجمحي" بضم الجيم، وفتح الميم، ومهملة، إلى جمع بطن قريش، كما قاله السهيلي، ورواه البيهقي، وكان شديدًا، بلغ من