كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 6)

شدته أنه كان يقف على جلد البقرة، ويتجاذب أطرافه عشرة لينزعوه من تحت قدميه، فيتفرى الجلد ولم يتزحزح عنه، فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المصارعة, وقال: إن صرعتني آمنت بك، فصرعه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلم يؤمن. وفي قصته طول.
وفي البخاري من حديث البراء، وسأله رجل من قيس: أفررتم عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم حنين؟ فقال: لكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يفر. كانت هوازن رماة وإنا لما حملنا عليهم انكشفوا, فأكببنا على الغنائم فاستقبلنا بالسهام...................................
__________
شدته؛ أنه كان يقف على جلد البقرة، ويتجاذب أطرافه عشرة لينزعوه من تحت قدميه، فيتفرى الجلد" ينشق، وينقطع، "ولم يتزحزح عنه، فدعا" هو "رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المصارعة، وقال: إن صرعتني آمنت بك، فصرعه رسول الله -صلى الله عليه وسلم، فلم يؤمن، وفي قصته طول، وفي البخاري من حديث البراء" بن عازب، و"سأله رجل من قيس".
قال الحافظ: لم أقف على اسمه، "أفررتم عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم حنين؟ " وفي رواية للبخاري أيضًا: أفررتم مع النبي، وجمع بينهما بحمل المعية على ما قبل الهزيمة، فبادر إلى إخراجه "فقال: لكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يفر" فهو استدراك على ما قد يتوهم من فراره حين فروا عنه، الواقع عند السائل أخذًا من عموم، ثم وليتم مدبرين، فبيِّن له أنه من العموم الذي أريد به الخصوص والتقدر فررنا، ولكنه ثبت وثبت معه علي، والعباس، وأبو سفيان بن الحارث، وابن مسعود.
رواه ابن أبي شيبة مرسلًا، وللترمذي بإسناد حسن، عن ابن عمر: لقد رأيتنا يوم حنين، وإن الناس لمولون، وما مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مائة رجل. ولأحمد والحاكم عن ابن مسعود: فولَّى الناس عنه، وبقي معه ثمانون رجلًا من المهاجرين والأنصار، وفي شعر العباس: أن الذين ثبتوا عشرة فقط، قال الحافظ: ولعله الثبت، ومن زاد عليهم عجل الرجوع، فعد فيمن لم يفر، ثم بَيِّنَ سبب التولي بقوله: "كانت هوازن رماة، وإنا لما حملنا عليهم انكشفوا" انهزموا، كما في لفظ رواية البخاري في الجهاد، "فأكببنا" بفتح الموحدة الأولى، وإسكان الثانية، ونون، أي: وقعنا "على الغنائم" وفي الجهاد، " فأقبل الناس على الغنائم، "فاستُقبلنا" بضم التاء، وكسر الموحدة، أي: استقبلتهم هوازن، وفي الجهاد، فاستقبلونا "بالسهام" أي: فولينا، وفي مسلم، فرموهم برشق من نبل، كأنهم رجل جراد، وفيه أيضًا عن أنس جاء المشركون بأحسن صفوف، رأيت صف الخيل ثم المقاتلة، ثم النساء من وراء ذلك، ثم الغنم، ثم النعم، ونحن بشر كثير، وعلى خيلنا خالد بن الوليد، فجعلت خيلنا تلوذ خلف ظهورنا، فلم نلبث أن انكشفت خيلنا، وفرت الأعراب، ومن

الصفحة 104