كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 6)
الرحل. وقد ركب -صلى الله عليه وسلم- على حمار على إكاف, عليه قطيفة فذكيه, أردف أسامة وراءه.
ولما قدم -عليه الصلاة والسلام- مكة استقبله أغيلمة بني عبد المطلب، فحمل واحدًا بين يديه، وآخر خلفه. وقال ابن عباس: أتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مكة وقد حمل قثم بين يديه والفضل خلفه، أو قثم والفضل خلفه، أو قثم خلفه والفضل بين يديه. رواه البخاري.
وذكر المحب الطبريّ في مختصر السيرة النبوية له، أنه -صلى الله عليه وسلم- ركب حمارًا عريًا إلى قبا وأبو هريرة معه, قال: "يا أبا هريرة أأحملك؟ " قال: ما شئت يا رسول الله, فقال: "اركب" , فلم يقدر, فوثب أبو هريرة ليركب فلم يقدر, فاستمسك برسول الله -صلى الله عليه وسلم, فوقعا جميعًا. ثم ركب -صلى الله عليه وسلم, ثم قال: "يا أبا هريرة, أأحملك؟ " قال: ما
__________
الهمزة، والمد، وكسر الخاء، "الرجل", قال المصباح: خشبة يستند إليها الراكب "وقد ركب -صلى الله عليه وسلم- على حمر، على إكاف" بالكسر، البرذعة, "عليه قطيفة فَدَكية" بفتحتين، موضع بخيبر، "أردف أسامة وراءه" ففيه جواز الإرداف، وإن كانوا ثلاثة إذا لم تكن الدابة ضعيفة لا تطبيق ذلك، وقيل: يكره ما فوق الاثنين، "ولما قدم -عليه الصلاة والسلام- مكة، استقبله أغيلمة" تصغير الغلمة، جمع الغلام، وهو شاذ، والقياس غليمة، قال الكرماني، "بني عبد المطلب، فحمل واحدًا بين يديه، وآخر خلفه" رواه البخاري، عن عبد الله بن عباس، "وقال ابن عباس: أتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مكة، وقد حمل قُثَم" بضم القاف، وخفة المثلثة المفتوحة، ابن العباس الهاشمي، كان آخر الناس عهدًا بالنبي -صلى الله عليه وسلم, ولي مكة من قِبَلِ عليّ، ثم سار أيام معاوية إلى سمرقند، فاستشهد وقُبِرَ بها "بين يديه، والفضل" بسكون الضاد، أخوة ثبت يوم حنين، ومات سنة ثمان عشرة على الأصح، "خلفه، أو قثم خلفه، والفضل بين يديه" شكَّ الراوي "رواه البخاري", ففي هذه الرواية الثانية، بيان البهمين في الأولى، "وذكر المحب الطبري في مختصر السيرة النبوية له أنه -صلى الله عليه وسلم- ركب حمارًا عريًا" بضم العين، وإسكان الراء، أي: ما عليه إكاف، ولا يقال ذلك في الآدمي، إنما يقال عريان، "إلى قبا" بالضم: موضع بالمدينة، وفيه لغات، جمعها القائل:
حرًا وقبا ذكر وأنثهما معًا ... ومد، أو اقصر واصرفنَّ وامنع الصرفا
"وأبو هريرة معه، قال: "يا أبا هريرة أأحملك؟ "، قال: ما شئت" افعله "يا رسول الله، فقال: "اركب"، فوثب أبو هريرة ليركب، فلم يقدر، فاستمسك" تمسك وتعلَّق "برسول الله -صلى الله عليه وسلم، فوقعا جميعًا، ثم ركب -صلى الله عليه وسلم، ثم قال: "يا أبا هريرة أأحملك"؟، قال" افعل "ما شئت يا رسول الله، فقال: "اركب"، فلم يقدر أبو هريرة على ذلك، فتعلَّق برسول الله -صلى الله عليه وسلم، فوقعا جميعًا،