كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 6)

الصلاة والسلام- فيها ما هو أبلغ من هذا, وليس فيه ما ينكر شرعًا, خصوصًا وقد رواه الأئمة, فنهايته الضعف لا الوضع، والله أعلم.
__________
بدع في كون هذا منها، "وليس فيه ما ينكر شرعًا، خصوصًا وقد رواه الأئمة" الحفاظ الكبار، كابن عدي وتلميذه الحاكم، وتلميذه البيهقي، وهو لا يروي موضوعًا, والدارقطني وناهيك به، "فنهايته الضعف لا الوضع" كما زعم كيف، ولحديث ابن عمر طريق آخر، ليس فيه السلمي، رواه أبو نعيم، وورد مثله من حديث علي عند ابن عساكر، وابن عباس، رواه ابن الجوزي، ومن حديث عائشة وأبي هريرة عند غيرهما، "والله أعلم" بما في نفس الأمر.
حديث الغزالة:
ومن ذلك: حديث الغزالة: روى حديثها البيهقي من طرق، وضعَّفه جماعة من الأئمة، لكن له طرق يقوي بعضها بعضًا، وذكره القاضي عياض في الشفاء، ورواه أبو نعيم في الدلائل بإسناد فيه مجاهيل، عن حبيب بن محصن عن أم سلمة -رضي الله عنها- قالت: بينما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في صحراء من الأرض إذا هاتف يهتف:
__________
حديث الغزالة:
"ومن ذلك حديث الغزالة" أي: كلامها له، وأمَّا تسليمها المشهور على الألسنة وفي المدائح, فقال السخاوي: ليس له -كما قال ابن كثير- أصل، ومن نسبه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد كذب، ولكن ورد الكلام في الجملة، وفي فتح الباري، وأمَّا تسليم الغزالة، فلم أجد له إسناد إلّا من وجه قوي، ولا من وجه ضعيف.
"روى حديثها البيهقي من طريق" من حديث أبي سعيد، "وضعَّفه جماعة من الأئمة" حفاظ الحديث ونقاده، "لكن له طرق يقوي بعضها بعضًا"؛ لأن الطرق إذا تعددت وتباينت مخارجها، دلَّ ذلك على أن للحديث أصلًا، فيكون حسنًا لغيره لا لذاته، "وذكره القاضي عياض في الشفاء" بلا سند، عن أم سلمة بدون تمريض, فيدل على قوته، "ورواه أبو نعيم في الدلائل" النبوية، "بإسناد فيه مجاهيل، عن حبيب بن محصن، عن أم سلمة" هند بنت أبي أمية، أم المؤمنين، "رضي الله عنها- قالت: بينما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في صحراء من الأرض", وفي حديث أنس عند أبي نعيم: كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بعض سكك المدينة، فمررنا بخباء، وإذا بظبية مشدودة إلى الخباء، فكأنَّ السكة التي مَرَّ بها كانت واسعة, فسماها صحراء مجازًا، ومرورهم بالخباء بعد سماع الهاتف، فلا يخالف قوله: "إذا هاتف يهتف" صائح يصيح بالنطق:

الصفحة 557