كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 6)
رواه مسلم أيضًا.
وكان يتكئ في حجرها، ويقبّلها وهو صائم. رواه الشيخان.
وكان يريها الحبشة وهم يلعبون في المسجد وهي متكئة على منكبة, رواه البخاري. ورواه الترمذي، بلفظ: قام -صلى الله عليه وسلم, فإذا حبشة تزفن والصبين حولها، فقال: يا عائشة تعالي فانظري، فجئت فوضعت لحيي على منكب رسول الله -صلى الله عليه وسلم, فجعلت أنظر إليها ما بين المنكب إلى رأسه، فقال لي: أما شبعت, فجعلت أقول: لا، لا. وقال: حسن صحيح غريب.
وروي أنه -صلى الله عليه وسلم- سابقها فسبقته، ثم سابقها فسبقها, فقال: "هذه بتلك".........
__________
مصدرًا، والمصنف اسما، وعليه، فهو مجاز؛ إذ المصدر، لا يتصور وضع الفم عليه، فيكون المعنى أخذ المعروق، فالضمير راجع إليه، بمعنى اسم المفعول، لكن في القاموس: العرق العظم بلحمه، فإذا أكل لحمه، فعراق كغراب، وعليه فإطلاق العرق حقيقي، "رواه مسلم أيضًا" من حديثها: "وكان يتكئ في حجرها، ويقبلها، وهو صائم. رواه الشيخان" عنها، وروى الأئمة الستة عنها، كان يُقَبِّلُ النساء وهو صائم، وبه تعلق الظاهرية، فجعلوا القبلة سنَّة للصائم، وقربة من القرب، وكرهها الجمهور، وردوا على أولئك؛ بأنه كان يملك إربه، كما صرَّحت به عائشة عند الشيخين بلفظ، وكان أملكهم لإربه، وأيما كان لا يفطر إلا بإنزال، "وكان يريها الحبشة، وهم يلعبون" بحرابهم، للتدريب على مواقع الحرب، والاستعداد، ولذا جاز "في المسجد"؛ لأنه من منافع الدين "وهي متكئة على منكبه" ولعله أراها لعبهم لتضبطه، وتعلمه، فتنقله بعد الناس، "رواه البخاري" من حديثها.
"ورواه الترمذي بلفظ: قام -صلى الله عليه وسلم- فإذا حبشة" أي: جماعة من الحبشة "تزفن" بفتح الفوقية، وسكون الزاي، وكسر الفاء، وبالنون، ترقص، "والصبيان حولها" ينظرون إليها "فقال: "يا عائشة تعالى فانظري"، فجئت، فوضعت لحيي على منكب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجعلت أنظر إليها" أي: الحبشة: "ما بين المنكب إلى رأسه" أي: ورأسه، فإلى بمعنى الواو، أي: حالة كون لحيي موضوعًا عليه، ما بين منكبه ورأسه، "فقال لي: "أما شبعت أما شبعت؟ " من رؤيتهم، "فجعلت أقول: لا لا" بالتكرار، "وقال" الترمذي "حسن صحيح غريب" بمعنى: تفرَّد به الراوي، وهو ثقة، فيجامع الصحة والحسن، "وروي أنه -صلى الله عليه وسلم- سابقها" في سفر، "فسبقته" لخفة جسمها بقلة اللحم، "ثم سابقها" بعد ذلك في سفر آخر، وقد سمنت، "فسبقها، فقال" مطيبًا