كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (اسم الجزء: 6)
رواه أبو داود بلفظ: سبقتها في سفر فسبقته على رجلي، فلما حملت اللحم سابقته فسبقني قال: "هذه بتلك السبقة".
وعن أنس بن مالك: أنهم كانوا يومًا عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بيت عائشة -رضي الله عنها، ثم أتي بصحفة من بيت أم سلمة، فوضعت بين يدي النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: ضعوا أيديكم، فوضع نبي الله -صلى الله عليه وسلم- يده ووضعنا أيدينا فأكلنا، وعائشة تصنع طعامًا عجَّلته قد رأت الصحفة التي أتي بها، فلما فرغت من طعامها جاءت به فوضعته ورفعت صفحة أم سلمة فكسرتها، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "كلوا بسم الله، غارت أمكم"، ثم أعطى صحفتها أم سلمة, فقال: "طعام مكان طعام، وإناء مكان إناء". رواه الطبراني في الصغير.
__________
لخاطرها "هذه بتلك" روى الإمام أحمد عنها: خرجت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بعض أسفاره، وأنا جارية، لم أحمل اللحم ولم أبدن، فقال للناس: "تقدَّموا" فتقدموا، ثم قال: تعالي حتى أسابقك، فسابقته، فسبقته، فسكت عني حتى حملت اللحم، وبدنت وسمنت، خرجت معه في بعض أسفاره، فقال للناس: "تقدموا", ثم قال -صلى الله عليه وسلم: "أسابقك"، فسبقني، فجعل يضحك، ويقول: "هذه بتلك"، "رواه أبو داود بلفظ: سابقته في سفر، فسبقته على رجلي، فلما حملت اللحم" صرت سمينة، كما قالت في الرواية الأخرى: وبدنت، بضم الدال، وفتحها، وسنت، "سابقته" في سفر آخر، "فسبقني، قال: "هذه بتلك السبقة" من مزيد لطفه حتى لا تتشوش.
"وعن أنس بن مالك: إنهم كانوا يومًا عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بيت عائشة -رضي الله عنها، ثم أتي بصحفة" إناء، كالقصعة المبسوطة، ونحوها، جمعها صحاف، "من بيت أم سلمة، فوضعت بين يدي النبي -صلى الله عليه وسلم, فقال: "ضعوا أيديكم" للأكل، فوضع نبي الله -صلى الله عليه وسلم- يده, ووضعنا أيدينا، فأكلنا، وعائشة تصنع طعامًا عجَّلته" أسرعت به، والحال أنها "قد رأت الصحفة التي أتي بها" من بيت أم سلمة، "فلمَّا فرغت من طعامها، جاءت به فوضعته، ورفعت صفحة أم سلمة، فكسرتها، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من صحفة عائشة: "غارت أمكم" هي، كأسرة الصحفة عائشة أم المؤمنين، وأبعد الداودي، فقال: هي سارة زوج الخليل، وأنه أراد، لا تعجبوا مما وقع من هذه من الغيرة، فقد غارت تلك قبلها، ورد مع بعده؛ بأن المخاطبين ليسوا من أولاد سارة؛ إذ ليسوا من بني إسرائيل، "ثم أعطى صحفتها أم سلمة، فقال: "طعام مكان طعام، وإناء مكان إناء". "رواه الطبراني في الصغير" وعزاه في الفتح، والمقدمة له في الأوسط.