كتاب الطبقات الكبرى ط العلمية (اسم الجزء: 6)

أَبُوكَ بِرَبِّهِ. إِيَّايَ تَكْسِرُ بِهَذَا يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ؟ ثُمَّ جَاءَ الْجَارُودُ فَدَخَلَ عَلَى عُمَرَ فَقَالَ: أَقِمْ عَلَى هَذَا كِتَابَ اللَّهِ. فَانْتَهَرَهُ عُمَرُ وَقَالَ: وَاللَّهِ لَوْلا اللَّهُ لَفَعَلْتُ بِكَ وَفَعَلْتُ.
فَقَالَ الْجَارُودُ: وَاللَّهِ لَوْلا اللَّهُ مَا هَمَمْتُ بِذَلِكَ. فَقَالَ عُمَرُ: صَدَقْتَ. وَاللَّهِ إِنَّكَ لَمُتَنَحِّي الدَّارِ. كَثِيرُ الْعَشِيرَةِ. قَالَ ثُمَّ دَعَا عُمَرُ بِقُدَامَةَ فَجَلَدَهُ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ. وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ: فَكَانَ الْجَارُودُ يَقُولُ: لا أَزَالُ أَتَهَيَّبُ الشَّهَادَةَ عَلَى قُرَشِيٍّ بَعْدَ عُمَرَ. قَالَ وَوَجَّهَ الْحَكَمُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ الْجَارُودَ عَلَى الْقِتَالِ يَوْمَ سُهْرَكَ فَقُتِلَ فِي عَقَبَةِ الطِّينِ شَهِيدًا سَنَةَ عِشْرِينَ. وَيُقَالُ لَهَا عَقَبَةُ الْجَارُودِ. وَكَانَ الْجَارُودُ يُكْنَى أَبَا غِيَاثٍ. وَيُقَالُ بَلْ كَانَ يُكْنَى أَبَا الْمُنْذِرِ. وَكَانَ لَهُ مِنَ الْوَلَدِ الْمُنْذِرُ وَحَبِيبٌ وَغِيَاثٌ وَأُمُّهُمْ أُمَامَةُ بِنْتُ النُّعْمَانِ مِنَ الْخَصَفَاتِ مِنْ جَذِيمَةَ. وَعَبْدُ اللَّهِ وَسَلْمٌ وَأُمُّهُمَا ابْنَةُ الْجَدِّ أَحَدُ بَنِي عَائِشٍ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ. وَمُسْلِمٌ وَالْحَكَمُ لا عَقِبَ لَهُ قُتِلَ بِسِجِسْتَانَ. وَكَانَ وَلَدُهُ أَشْرَافًا. كَانَ الْمُنْذِرُ بْنُ الْجَارُودِ سَيِّدًا جَوَادًا وَلاهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ إِصْطَخْرَ فَلَمْ يَأْتِهِ أَحَدٌ إِلا وَصَلَهُ. ثُمَّ وَلاهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ ثَغْرَ الْهِنْدِ فَمَاتَ هُنَاكَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ أَوْ أَوَّلَ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ. وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ سِتِّينَ سَنَةً.
1800- صُحَارُ بْنُ عَبَّاسٍ
الْعَبْدِيُّ من بني مرة بن ظفر بن الديل. ويكنى أبا عبد الرحمن. وكان في وفد عبد القيس.
قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُلازِمُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنَا سِرَاجُ بْنُ عُقْبَةَ عَنْ عَمَّتِهِ خَالِدَةَ بِنْتِ طَلْقٍ قَالَتْ: قَالَ لَنَا أَبِي: جَلَسْنَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فجاء صحار عَبْدِ الْقَيْسِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا تَرَى فِي شَرَابٍ نَصْنَعُهُ مِنْ ثِمَارِنَا؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى سَأَلَهُ ثَلاثَ مِرَارٍ. قَالَ فَصَلَّى بِنَا فَلَمَّا قَضَى الصَّلاةَ قَالَ: [مَنِ السَّائِلِ عَنِ الْمُسْكِرِ؟ تَسْأَلُنِي عَنِ الْمُسْكِرِ لا تَشْرَبْهُ وَلا تَسْقِهِ أخاك. فو الذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا شَرِبَهُ رَجُلٌ قَطُّ ابْتِغَاءَ لَذَّةِ سُكْرِهِ فَيَسْقِيَهُ الْخَمْرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ] . قَالَ وَكَانَ صُحَارٌ فِيمَنْ طُلِبَ بِدَمِ عُثْمَانَ.
1801- سفيان بن خولي
بن عبد عمرو بن خولي بن همام بن العاتك بن جابر بن حدرجان بن عساس بن ليث بن حداد بن ظالم بن ذهل بن عجل بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس. وفد على النبي - صلى الله عليه وسلم -
1802- محارب بن مزيدة
بن مالك بن همام بن معاوية بن شبابة بن عامر بن

الصفحة 83