كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (اسم الجزء: 6)
وفي هذه السنة حج بالناس بشر بن الوليد بن عبد الملك، وكان العمال فيها العمال/ في السنة التي قبلها إلا ما كان من الكوفة والبصرة، فإنها ضمت إلى من ذكرنا بعد موت الحجاج.
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
533- الحجاج بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل، وهو عتبة بن مسعود بن عامر بن معتب بن مالك بن كعب بن عوف بن سعد بن عوف بن ثقيف، من الأحلاف: [1]
وأمه الفارعة بنت همام، وكانت عند المغيرة بن شعبة، فولدت له بنتا. وكان الحجاج أخفش، دقيق الصوت فصيحا حسن الحفظ للقرآن [2] ، إلا أنه قد أخذ عليه فيه لحن.
قال ليحيى بن يعمر: أتجدني ألحن، قال: الأمير أفصح من ذلك، قال: عزمت عليك لتخبرني، قال: نعم: وَمَساكِنُ تَرْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَيْكُمْ 9: 24 [3] بالرفع وأحب منصوب، قال: لا تسمعني ألحن بعدها فنفاه إلى خراسان.
وكان الحجاج أول أيامه معلما، وكان يقرأ في كل ليلة ربع القرآن. وسمع الحديث وأسنده، وليس بأهل أن يروى عنه.
وكان الحجاج قد أذل أصحاب رسول الله صلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأهل المدينة خاصة، واحتج بأنهم لم ينصروا عثمان، وقتل الخلق الكثير يحتج عليهم بأنهم خرجوا على عبد الملك.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ الْكَرُوخِيُّ، [قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عامر الأزدي، وأبو بكر الكروخي،
__________
[1] مروج الذهب 3/ 132 وما بعدها، ووفيات الأعيان 1/ 123، وتهذيب التهذيب 2/ 210، وتهذيب تاريخ ابن عساكر 4/ 48، والبدء والتاريخ 6/ 28، وتقريب التهذيب 1/ 154، والبداية والنهاية 5/ 131، والجرح والتعديل 3/ 168، والتاريخ الكبير 1/ 2/ 373، وتاريخ الطبري 6/ 493، وراجع الفهرس.
[2] في الأصل: حسن اللفظ» وما أوردناه من ت.
[3] سورة: التوبة، الآية: 24.
الصفحة 336
348