كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 6)

@ 11 @
بتلك الحال فقال لا بأس عليك أي أخي قلت يا أمير المؤمنين جعلني الله فداك من جعل الكاف مكان القاف من العرب قال حمير قلت لعن الله حمير ولعن من استعمل هذه اللغة بعد اليوم وضحك المأمون وقال لخادمه معه أعطه ما معك فأخرج كيسا فيه ثلاثة آلاف دينار فأخذتها ومضيت ومعنى سؤاله عن وضع الكاف موضع القاف أنه أراد أن يقول يا رقيق فقال يا ركيك
وقال عمارة بن عقيل أنشدت المأمون قصيدة مائة بيت فأبتدئ بصدر البيت فيبادرني إلى قافيته كما قفيته فقلت والله يا أمير المؤمنين ما سمعها مني أحد قط فقال هكذا ينبغي أن يكون ثم قال لي أما بلغك أن عمر بن أبي ربيعة أنشد عبد الله بن عباس قصيدته التي يقول فيها
( يشط عداذا وجيراننا ... )
فقال ابن العباس
( وللدار بعد غد أبعد )
حتى أنشده القصيدة يقفيها ابن عباس ثم قال أنا ابن ذاك وذكر أن المأمون قال
( بعثتك مرتادا ففرزت بنظرة ... واغفلتني حتى اسأت بك الظنا )
( فناجيت من أهوى وكنت مباعدا ... فياليت شعري عن دنوك ما أغنى )
( أرى أثرا منه بعينيك بينا ... لقد أخذت عيناك من عينه حسنا )
قيل وإنما أخذ المأمون هذا المعنى من العباس بن الأحنف فإنه أخرج هذا المعنى فقال
( أن تشق عيني بها فقد سعدت ... عين رسولي وفزت بالخبر )
( وكلما جاءني الرسول لها ... وددت عهدا في عينه نظري )
( خذ مقلتي يا رسول عارية ... فانظر بها واحتكم على بصري )

الصفحة 11