$ ذكر خلاف فضل على زيادة الله $
وفي هذه السنة وجه زيادة الله بن الأغلب صاحب أفريقية جيشا لمحاربة فضل بن أبي العنبر بالجزيرة وكان مخالفا لزيادة الله فاستمد فضل بعبد السلام بن المفرج الربعي وكان أيضا مخالفا من عهد فتنة منصور كما ذكرنا فسار إليه فالتقوا مع عسكر زيادة الله وجرى بين الطائفتين قتال شديد كان عند مدينة اليهود بالجزيرة فقتل عبد السلام وحمل رأسه إلى زيادة الله وسار فضل بن أبي العنبر إلى مدينة تونس فدخلها وامتنع بها فسير زيادة الله إليه جيشا فحصروا فضلا بها وضيقوا عليه حتى فتحوها منه وقتل وقت دخول العسكر كثير من أهلها منهم عباس بن الوليد الفقيه وكان دخل في بيته لم يقاتل فدخل عليه بعض الجند فأخذ سيفه وخرج وهو يصيح الجهاد فقتل وبقي ملقى في خربة سبعة أيام لم يقربه ذو ناب ولا مخلب وكان قد سمع الحديث مع ابن عيينة وغيره وكان من الصالحين وهرب كثير من أهل تونس لما ملكت ثم أمنهم زيادة الله فعادوا إليها
$ ذكر عدة حوادث $
في هذه السنة عاد المأمون إلى سلغوس ووجه ابنه العباس إلى طوانة وأمره ببنائها وكان قد وجه الفعلة فابتدؤوا في بنائها ميلا في ميل وجعل سورها على ثلاثة فراسخ وجعل لها أربعة أبواب وجعل على كل باب حصنا وكتب إلى البلدان ليفرضوا على كل بلد جماعة ينتقلون إلى طوانة وأجرى لهم لكل فارس مائة درهم ولكل راجل أربعين درهما
وفيها توفي بشر بن غياث المريسي وكان يقول بخلق القرآن والإرجاء وغيرهما من البدع وفيها دخل كثير من أهل الجبال وهمذان وأصبهان وماسذان وغيرها في دين الخرمية وتجمعوا فعسكروا في عمل همذان فوجه إليهم المعتصم العساكر وكان فيهم إسحاق بن إبراهيم بن مصعب وعقد له على الجبال في شوال فسار إليهم فأوقع بهم في أعمال همذان فقتل منهم ستين ألفا وهرب الباقون إلى بلد الروم وقرئ كتابه بالفتح يوم التروية وحج بالناس هذه السنة صالح بن العباس بن محمد