كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 6)

@ 20 @

$ ذكر وقعة الأفشين مع بابك $
وفيها كانت وقعة الأفشين مع بابك قتل من أصحاب بابك خلق كثير
وكان سببها أن المعتصم وجه بغا الكبير إلى الأفشين ومعه مال للجند والنفقات فوصل أردبيل فبلغ بابك الخبر فتهيأ هو وأصحابه ليقطعوا عليه قبل وصوله إلى الأفشين فجاء جاسوس إلى الأفشين فأخبره بذلك فلما صح الخبر عند الأفشين كتب إلى بغا أن يظهر أنه يريد الرحيل ويحمل المال على الإبل ويسير نحوه حتى يبلغ حصن النهر فيحبسن الذي معه حتى يجوز من صحبه من القافلة فإذا جاوزوا رجع بالمال إلى أردبيل ففعل بغا ذلك وسارت القافلة وجاءت جواسيس بابك إليه فأخبروه أن المال قد سار فبلغ النهر وركب الأفشين في اليوم الذي واعد فيه بغا عند العصر من برزند فوافى خش مع غروب الشمس فنزل خارج أبي سعيد فلما أصبح ركب سرا ولم يضرب طبلا ولم ينشر علما وأمر الناس بالسكوت وجد في السير ورحلت القافلة التي كانت توجهت ذلك اليوم من النهر إلى ناحية الهيثم وتعبى بابك في أصحابه وسار على طريق النهر وهو يظن أن المال يصادفه فخرجت خيل بابك على القافلة ومعها صاحب النهر فقاتلهم صاحب النهر فقتلوه وقتلوا من كان معه من الجند وأخذوا جميع ما كان معهم وعلموا أن المال قد فاتهم وأخذوا علمه ولباس أصحابه فلبسوها وتنكروا ليأخذوا الهيثم الغنوي ومن معه أيضا ولا يعلمون بخروج الأفشين وجاؤوا كأنهم أصحاب النهر فلم يعرفوا الموضع الذي يقف فيه علم صاحب النهر فوقفوا في غيره وجاء الهيثم فوقف في موضعه وأنكر ما رأى فوجه ابن عم له فقال له اذهب إلى هذا البغيض فقل له لأي شيء وقوفك فجاء إليهم فأنكرهم فرجع إليه فأخبره فأنفذ جماعة غيره فأنكروهم أيضا وأخبروه أن بابك قد قتل علوية صاحب النهر وأصحابه وأخذ أعلامهم ولباسهم فرحل الهيثم راجعا ونجى القافلة التي كانت معه وبقي هو وأصحابه في أعقابهم حامية لهم حتى وصلت القافلة إلى الحصن وهو راشق
وسير رجلين من أصحابه إلى الأفشين وإلى أبي سعيد يعرفهما الخبر فخرجا يركضان ودخل الهيثم الحصن ونزل بابك عليه ووضع له كرسي بحيال الحصن

الصفحة 20