كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 6)

@ 4 @
وأبو العوام البزاز وابن شجاع وعبد الرحمن بن إسحاق فأدخلوا جميعا على إسحاق فقرأ عليهم كتاب المأمون مرتين حتى فهموه ثم قال لبشر بن الوليد ما تقول في القرآن فقال قد عرفت مقالتي أمير المؤمنين غير مرة
قال فقد تجدد من كتاب أمير المؤمنين ما ترى فقال أقول القرآن كلام الله قال لم أسألك عن هذا أمخلوق هو قال الله خالق كل شيء قال فالقرآن شيء قال نعم قال فمخلوق هو قال ليس بخالق قال ليس هو عن هذا أمخلوق هو قال ما أحسن غير ما قلت لك وقد استعهدت أمير المؤمنين أن لا أتكلم فيه وليس عندي غير ما قلت لك فأخذ إسحاق رقعة فقرأها عليه ووقفه عليها فقال أشهد أن لا إله إلا الله أحدا فردا لم يكن قبله شيء ولا يشبهه شيء من خلقه في معنى من المعاني ووجه من الوجوه
قال نعم
قال للكاتب اكتب ما قال ثم قال لعلي بن أبي مقاتل ما تقول قال قد سمعت كلامي لأمير المؤمنين في هذا غير مرة وما عندي غيره فامتحنه بالرقعة فأقر بما فيها ثم قال له القرآن مخلوق قال القرآن كلام الله قال لم أسألك عن هذا قال القرآن كلام الله فإن أمرنا أمير المؤمنين بشيء سمعنا وأطعنا فقال للكاتب أكتب مقالته ثم قال للذيال نحوا من مقالته لعلي بن أبي مقاتل فقال مثل ذلك
ثم قال لأبي حسان الزيادي ما عندك قال سل عم شئت فقرأ عليه الرقعة فأقر بما فيها ثم قال ومن لم يقل هذا القول فهو كافر فقال القرآن مخلوق هو قال القرآن كلام الله والله خالق كل شيء وأمير المؤمنين إمامنا وبه سمعنا عامة العلم وقد سمع ما لم نسمع وعلم ما لم نعلم وقد قلده الله أمرنا فصار يقيم حجنا وصلاتنا ونؤدي إليه زكاة أموالنا ونجاهد معه ونرى إمامته فإن أمرنا ائتمرنا وإن نهانا انتهينا وإن دعانا أجبنا قال فالقرآن مخلوق فأعاد مقالته
قال إسحاق فإن هذه مقالة أمير المؤمنين قال قد تكون مقالته ولا يأمر بها الناس وإن خبرتني أن أمير المؤمنين أمرك أن أقول قلت ما أمرتني به فإنك الثقة فيما أبلغتني عنه قال ما أمرني أن أبلغك شيئا
قال أبو حسان وما عندي إلا السمع والطاعة فأمرني ائتمر قال ما أمرني أن آمركم وإنما أمرني أن أمتحنكم ثم قال لأحمد بن حنبل ما تقول في القرآن قال كلام الله قال أمخلوق هو قال كلام الله ما أزيد عليها فامتحنه بما في الرقعة فلما أتى إلى { ليس كمثله شيء } قرأ { وهو السميع البصير } وأمسك عن ولا يشبهه

الصفحة 4