@ 400 @
بالأمان وأمر العسكر برد ما نهبوه منهم ففعلوا ذلك وكانت الوقعة لثلاث عشرة بقيت من ذي القعدة
فلما فرغ منه رحل إلى المصيصة وأحضر رؤوس طرسوس فقبض عليهم لأنهم كاتبوا وصيفا وأمر بإحراق مراكب طرسوس التي كانوا يغزون فيها وجميع آلاتها
وكان من جملتها نحو من خمسين مركبا قديمة قد أنفق عليها من الأموال ما لا يحصى ولا يمكن عمل مثلها فأضر ذلك بالمسلمين وفت في أعضادهم وأمر الروم أن يغزوا في البحر
وكان إحراقها بإشارة دميانة غلام بازمار لشيء كان في نفسه على أهل طرسوس
واستعمل على أهل الثغور الحسن بن علي كوره
وسار المعتضد إلى أنطاكية وحلب وغيرهما وعاد إلى بغداد
وفيها توفيت ابنة خمارويه زوج المعتضد
$ ذكر أمر القرامطة وانهزام العباس الغنوي منهم $
في هذه السنة في ربيع الآخر عظم أمر القرامطة بالبحرين وأغاروا على نواحي هجر وقرب بعضهم من نواحي البصرة فكتب أحمد الواثقي بسأل المدد فسير إليه سميريات فيها ثلاثمائة رجل
وأمر المعتضد باختيار رجل ينفذه إلى البصرة
وعزل العباس بن عمرو الغنوي عن بلاد فارس وأقطعه اليمامة والبحرين وأمره بمحاربة القرامطة وضم إليه زهاء ألفي رجل
فسار إلى البصرة واجتمع إليه جمع كثير من المتطوعة والجند والخدم
ثم سار منها إلى أبي سعيد الجنابي فلقوه مساء وتناوشوا القتال وحجز بينهم الليل
فلما كان الليل انصرف عن العباس من كان معه من أعراب بني ضبة وكانوا ثلاثمائة إلى البصرة وتبعهم متطوعة البصرة
فلما أصبح العباس باكر الحرب فاقتتلوا قتالا شديدا ثم حمل نجاح غلام أحمد بن عيسى بن الشيخ من ميسرة العباس في مائة رجل على ميمنة أبي سعيد فوغلوا فيهم فقتلوا عن آخرهم وحمل الجنابي ومن معه على أصحاب العباس فانهزموا وأسر العباس واحتوى الجنابي على ما كان في عسكره
فلما كان من الغد أحضر الجنابي الأسرى فقتلهم جميعا وحرقهم وكانت الوقعة آخر شعبان
ثم سار الجنابي إلى هجر بعد الوقعة