كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 6)

@ 404 @
هاربيين
وقتل منهم بشر كثير وأصابت ابن زيد ضربات وأسر ابنه زيد وغنم ابن هارون عسكره وما فيه
ثم مات محمد بن زيد بعد أيام من جراحاته التي أصابته فدفن على باب جرجان وحمل ابنه زيد بن محمد إلى إسماعيل بن أحمد فأكرمه ووسع في الإنزال عليه وأنزله بخارى وسار محمد بن هارون إلى طبرستان وكان محمد بن زيد فاضلا أديبا شاعرا عارفا حسن السيرة
قال أبو عمر الأستراباذي كنت أورد على محمد بن زيد أخبار العباسيين
فقلت له إنهم قد لقبوا أنفسهم فإذا ذكرتهم عندك أسميهم وأحبها إليهم وقيل حضر عنده خصمان أحدهما اسمه معاوية والآخر اسمه علي فقال الحكم بينكما ظاهر فقال معاوية إن تحت هذين الأسمين خبرا قال محمد وما هو قال أن أبي كان من صادقي الشيعة فسماني معاوية ليكفني شر النواصب وإن أبا هذا كان ناصبيا فسماه عليا خوفا من العلوية والشيعة فتبسم إليه محمد وأحسن إليه وقربه وقيل استأذن عليه جماعة من أضراء الشيعة وقرائهم فقال أدخلوا فإنه لا يحبنا إلا كل كسير وأعور
$ ذكر ولاية أبي العباس صقلية $
كان إبراهيم بن الأمير أحمد أمير أفريقية قد استعمل على صقلية أبا مالك أحمد بن عمر بن عبد الله فاستضعفه فولى بعده ابنه أبا العباس بن إبراهيم بن أحمد بن الأغلب فوصل إليها غرة شعبان من هذه السنة في مائة وعشرين مركبا وأربعين حربي وحصر طرابلس واتصل خبره بعسكر المسلمين بمدينة بلرم وهم يقاتلون أهل جرجنت فعادوا إلى بلرم
وأرسلوا جماعة من شيوخهم إليه بطاعتهم واعتذروا من قصدهم جرجنت
ووصل إليه جماعة من أهل جرجنت وشكوا منهم وأخبروه أنهم مخالفون عليه وأنهم إنما سير مشايخهم خديعة ومكرا وأنهم لا إيمان لهم ولا عهد وإن شئت أن تعلم مصداق هذا فاطلب إليك منهم فلانا وفلانا فأرسل إليهم يطلبهم فامتنعوا من الحضور عنده وخالفوا عليه وأظهروا ذلك فاعتقل الشيوخ الواصلين إليه منهم

الصفحة 404