كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 6)

@ 405 @
واجتمع أهل بلرم وساروا إليه منتصف شعبان ومقدمهم مسعود الباجي وأمير السفهاء منهم ركمويه وصحبهم ثم أسطول في البحر نحو ثلاثين قطعة فهاج البحر على الأسطول فعطب أكثره وعاد الباقي إلى بلرم وأما العسكر الذين في البر فإنهم وصلوا إليه وهو على طرابلس فاقتتلوا أشد القتال فقتل من الفريقين جماعة وافترقوا
ثم أعادوا القتال في الثاني والعشرين فانهزم أهل بلرم وقت العصر وتبعهم أبو العباس إلى بلرم برا وبحرا
فأعادوا قتاله عاشر رمضان من بكرة إلى العصر فانهزم أهل البلد ووقع القتل فيهم إلى المغرب
واستعمل أبو العباس على أرباضها ونهبت الأموال وهرب كثير من الرجال والنساء إلى طبرمين
وهرب ركمويه وأمثاله من رجال الحرب إلى بلا النصرانية كالقسطنطينية وغيرها
وملك أبو العباس المدينة ودخلها وأمن أهلها وأخذ جماعة من وجوه أهلها فوجههم إلى أبي بأفريقية ثم رحل إلى طبرمين فقطع كرومها وقاتلهم ثم رحل إلى قطانية فحصرها فلم ينل منها غرضا فرجع إلى المدينة وأقام إلى أن دخلت سنة ثمان وثمانين فتجهز للغزو وطاب الزمان وعمر الأسطول وسيره أول ربيع الآخر
ونزل على دمشق ونصب عليها المجانيق وأقام أياما ثم انصرف إلى مسيني
وجاز في الحربية إلى ريو وقد اجتمع بها كثير من الروم فقاتلهم على باب المدينة وهزمهم وملك المدينة بالسيف في رجب وغنم من الذهب والفضة ما لا يحد وشحن المراكب بالدقيق والأمتعة ورجع إلى مسيني وهدم سورها ووجد بها مراكب قد وصلت من القسطنطينية وأخذ منها ثلاثين مركبا ورجع إلى المدينة
وأقام إلى سنة تسع وثمانين
فأتاه كتاب أبيه إبراهيم يأمره بالعود إلى افريقية فرجع إليها جريدة في خمس قطع شوابي
وترك العسكر مع ولديه أبي مضر وأبي معد
فلما وصل إلى أفريقية استخلفه أبوه بها وسار هو إلى صقلية مجاهدا عازما على الحج بعد الجهاد فوصلها في رجب سنة سبع وثمانين ومائتين وقد ذكرنا خبره سنة إحدى وستين ومائتين

الصفحة 405