كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 6)

@ 407 @

$ ثم دخلت سنة ثمان وثمانين ومائتين $
في هذه السنة وقع الوباء بأذربيجان فمات منه خلق كثير إلى أن فقد الناس ما يكفنون به الموتى وكانوا يتركونهم على الطرق غير مكفنين و لا مدفونين
وفيها توفي محمد بن أبي الساج الملقب بأنشين بأذربيجان في الوباء الكثير المذكور فاجتمع أصحابه فولوا ابنه ديوداد واعتزلهم عمه يوسف بن أبي الساج مخالفا لهم فاجتمع إليه نفر يسير فأوقع بابن أخيه ديوداد وهو في عسكر أبيه فهزمه
وعرض عليه يوسف المقام معه فأبى وسلك طريق الموصل إلى بغداد وكان ذلك في رمضان
وفيها في صفر دخل طاهر بن محمد بن عمرو بن الليث بلاد فارس في عسكره وأخرجوا عنها عامل الخليفة
فكتب الأمير إسماعيل بن أحمد الساماني إلى طاهر يذكر له أن الخليفة المعتضد قد ولاه سجستان وأنه سائر إليها فعاد طاهر لذلك
وفيها ولى المعتضد مولاه بدرا فارس وأمره بالشخوص إليها لما بلغه أن طاهرا تغلب عليها فسار إليها في جيش عظيم في جمادى الآخرة
فلما قرب من فارس تنحى عنها من كان بها من أصحاب طاهر فدخلها بدر وجبى خراجها
وعاد طاهر إلى سجستان كما ذكرناه من مراسلة إسماعيل الساماني إليه بأنه يريد يقصد سجستان
وفيها تغلب بعض العلويين على صنعاء فقصده بنو يعفر في جمع كثير فقاتلوه فهزموه ونجا هاربا في نحو خمسين فارسا وأسروا ابنا له
ودخلها بنو يعفر وخطبوا فيها للمعتضد

الصفحة 407