كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 6)

@ 410 @
الرصافة واعترضوا كل قرية اجتازوا بها حتى بلغوا ولاية هارون بن خمارويه التي قوطع عليها طغج بن جف فأكثروا القتل بها والإغارة فقاتلهم طغج فهزموه غير مرة
$ ذكر أخبار القرامطة بالعراق $
وفيها انتشر القرامطة بسواد الكوفة فوجه المعتضد إليهم شبلا غلام أحمد بن محمد الطائي وظفر بهم وأخذ رئيسا لهم يعرف بأبي الفوارس فسيره إلى المعتضد فأحضره بين يديه وقال له أخبرني هل تزعمون أن روح الله وأرواح الأنبياء تحل في أجسادكم فتعصمكم من الزلل وتوفقكم لصالح العمل فقال له يا هذا أن حلت روح الله فينا فما يضرك وإن حلت روح إبليس فما ينفعك فلا تسأل عما لا يعنيك وسل عما يخصك فقال ما تقول فيما يخصني قال أقول إن رسول الله مات وأبوكم العباس حي فهل طلب بالخلافة أم هل بايعه أحد من أصحابه على ذلك ثم مات أبو بكر فاستخلف عمر وهو يرى موضع العباس ولم يوص إليه ثم مات عمر وجعلها شورى في ستة أنفس ولم يوص إليه ولا أدخله فيهم
فبماذا تستحقون أنتم الخلافة وقد اتفق الصحابة على دفع جدك عنها فأمر به المعتضد فعذب وخلعت عظامه ثم قطعت يداه ورجلاه ثم قتل
$ ذكر وفاة المعتضد $
في هذه السنة في ربيع الآخر توفي المعتضد بالله أبو العباس أحمد بن الموفق بن المتوكل ليلة الاثنين لثمان بقين منه
وكان مولده في ذي الحجة من سنة اثنتين وأربعين ومائتين
ولما اشتد مرضه اجتمع القواد منهم يونس الخادم وموشكير وغيرهما
وقالوا للوزير القاسم بن عبيد الله ليجدد البيعة للمكتفي
وقالوا إنا لا نأمن فتنة فقال إن هذا المال لأمير المؤمنين ولولده من بعده وأخاف أن أطلق المال فيبرأ من علته فينكر علي ذلك
فقال أنا بريء من مرضه فنحن

الصفحة 410