@ 411 @
المحتجون والمناظرون وإن صار الأمر إلى ولده فلا يلومنا ونحن نطلب الأمر له فأطلق المال وجدد عليه البيعة وأحضر عبد الواحد بن الموفق وأخذ عليه البيعة فوكل به وأحضر ابن المعتز ومضى ابن المؤيد وعبد العزيز بن المعتمد ووكل بهم فلما توفي أحضر يوسف بن يعقوب وأبا حازم وأبا عمر بن يوسف بن يعقوب فتولى غسله محمد بن يوسف وصلى عليه الوزير ودفن ليلا في دار محمد بن طاهر وجلس الوزير في دار الخلافة للعزاء وجدد البيعة للمكتفي
وكانت أم المعتضد واسمها ضرار قد توفيت قبل خلافته
وكانت خلافته سبع سنين وتسعة أشهر وثلاثة عشر يوما
وخلف من الولد الذكور عليا وهو المكتفي وجعفرا وهو المقتدر وهارون ومن البنات إحدى عشر بنتا وقيل سبع عشرة ولما حضرته الوفاة أنشد
( تمتع من الدنيا فإنك لا تبقى ... وحذ صفوها ما إن صفت ودع الرنقا )
( ولا تأمنن الدهر إني أمنته ... فلم يبق لي خلا ولا يرع لي حقا )
( قتلت صناديد الرجال ولم أدع ... عدوا ولم أمهل على طغيه خلقا )
( وأخليت دار الملك من كل نازع ... فشردتهم غربا ومزقتهم شرقا )
( فلما بلغت النجم عز ورفعة ... وصارت رقاب الخلق أجمع لي رقا )
( رماني الردى سهما فأخمد جمرتي ... فها أنا ذا في حفرتي عاجلا ألقى )
( ولم يغن عني ما جمعت ولم أجد ... لذي الملك والأحياء في حسنها رفقا )
( فيا ليت شعري بعد موتي ما ألقى ... إلى نعم الرحمن أم ناره ألقى )
$ ذكر صفته وسيرته $
كان المعتضد أسمر نحيف الجسم معتدل الخلق قد وخطه الشيب وكان شهما شجاعا مقداما وكان ذا عزم وكان فيه شح
بلغه خبر وصيف خادم ابن أبي الساج وعليه قباء أصفر فسار من ساعته وظفر بوصيف وعاد
فدخل أنطاكية وعليه القباء فقال بعض أهلها الخليفة بغير سواد فقال بعض أصحابه أنه سار فيه ولم ينزعه عنه إلى الآن وكان عفيفا
حكى القاضي إسماعيل بن إسحاق قال دخلت على المعتضد وعلى رأسه أحداث روم صباح الوجوه فأطلت النظر إليهم فلما قمت أمرني بالقعود فجلست فلما تفرق الناس قال يا قاضي والله ما حللت سراويلي