كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 6)

@ 412 @
على غير حلال قط
وكان مهيبا عند أصحابه يتقون سطوته ويكفون عن الظلم خوفا منه
$ ذكر خلافة المكتفي بالله $
ولما توفي المعتضد كتب الوزير إلى أبي محمد علي بن المعتضد وهو المكتفي بالله يعرفه بذلك ويأخذ البيعة له وكان بالرقة
فلما وصله الخبر أخذ البيعة على من عنده من الأجناد ووضع لهم العطاء وسار إلى بغداد
ووجه إلى النواحى من ديار ربيعة
ومضر ونواحي العرب من يحفظها ودخل بغداد لثمان خلون من جمادى الأول فلما سار إلى منزله أمر بهدم المطامير التي كان أبوه اتخذها لأهل الجرائم
$ ذكر قتل عمرو بن الليث الصفار $
وفي هذا اليوم الذي دخل فيه المكتفي بغداد قتل عمرو بن الليث بن الصفار ودفن من الغد
وكان المعتضد بعدما امتنع من الكلام أمر صافيا الخرمي بقتل عمرو بن الليث بالإيماء والإشارة ووضع يده على رقبته وعلى عينه بأن اذبح أعور
وكان عمرو أعور فلم يفعل صافي لعلمه بقرب وفاة المعتضد وكره قتل عمرو
فلما وصل المكتفي بغداد سأل الوزير عنه فقال هو حي فسر بذلك وأراد الإحسان إليه لأنه كان يكثر من الهدية إليه لما كان بالري فكره الوزيرذلك فبعث إليه من قتله
$ ذكر استيلاء محمد بن هارون على الري $
وفي هذه السنة كاتب أهل الري محمد بن هارون الذي كان حارب محمد بن زيد العلوي وتولى طبرستان لإسماعيل بن أحمد
وكان محمد بن هارون قد خلع طاعة إسماعيل فسأله أهل الري المسير إليهم ليسلموها إليه
وكان سبب ذلك أن الوالي عليهم كان قد أساء السيرة فيهم
فسار محمد بن هارون إليهم فحاربه واليها وهو الدتمش التركي فقتله محمد وقتل ابنين له وأخا كيغلغ وهو من قواد الخليفة ودخل محمد بن هارون الري واستولى عليها في رجب

الصفحة 412