$ ثم دخلت سنة تسعين ومائتين $
$ ذكر أخبار القرامطة $
في هذه السنة في ربيع الآخر سير طغج بن جف جيشا من دمشق إلى القرمطي عليهم غلام له اسمه بشير فهزمهم القرمطي وقتل بشيرا
وفيها حصر القرمطي دمشق وضيق على أهلها وقتل أصحاب طغج ولم يبق منهم إلا القليل وأشرف أهلها على الهلكة
فاجتمع جماعة من أهل بغداد وأنهوا ذلك إلى الخليفة فوعدهم النجدة وأمد المصريون أهل دمشق ببدر وغيره من القواد فقاتلوا الشيخ مقدم القرامطة فقتل على باب دمشق رماه بعض المغاربة بمزراق وزرقه نفاط بالنار فاحترق وقتل منهم خلق كثير
وكان هذا القرمطي يزعم أنه إذا أشار بيده إلى جهة من التي فيها محاربوه انهزموا
ولما قتل يحيى المعروف بالشيخ وقتل أصحابه اجتمع من بقي منهم على أخيه الحسين وسمى نفسه أحمد وكناه أبا العباس ودعا الناس فأجابه أكثر أهل البوادي وغيرهم فاشتدت شوكته وأظهر شامة في وجهه وزعم أنه آيته
فسار إلى دمشق فصالحه أهلها على خراج دفعوه إليه وانصرف عنهم
ثم سار إلى أطراف حمص فغلب عليها وخطب له على منابرها وتسمى المهدي أمير المؤمنين
وأتاه ابن عمه عيسى بن المهدي المسمى عبد الله بن أحمد بن محمد بن إسماعيل فلقبه المدثر وعهد إليه وزعم أنه المدثر الذي في القرآن ولقب غلاما من أهله المطوق وقلده قتل أسرى المسلمين
ولما أطاعه أهل حمص وفتحوا له بابها خوفا منه على أنفسهم سار إلى حماة ومعرة النعمان وغيرهما فقتل أهلها وقتل النساء والصبيان
ثم سار إلى بعلبك فقتل عامة أهلها ولم يبق منها إلا اليسير
ثم سار