كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 6)

@ 419 @
وبالأسارى رأيت ابني فيهم على جمل عليه برنس وهو يبكي فقلت لأخفف الله عنك ولأخلصك
ثم أن كتب أهل الشام ومصر وصلت إلى المكتفي يشكون ما يلقون من القرمطي من القتل والسبي وتخريب البلاد
فأمر الجند بالتأهب وخرج من بغداد في رمضان وسار إلى الشام وجعل طريقه على الموصل
وقدم بين يديه أبا الأغر في عشرة آلاف رجل فنزل قريبا من حلب فكبسهم القرمطي صاحب الشامة فقتل منهم خلقا كثيرا وسلم أبو الأغر فدخل حلب في ألف رجل وكانت هذه الوقعة في رمضان
وسار القرمطي إلى باب حلب فحاربه أبو الأغر بمن بقي معه وأهل البلد فرجع عنهم
وسار المكتفي حتى نزل الرقة وسير الجيوش إليه وجعل أمرهم إلى محمد بن سليمان الكاتب
وفيها في شوال تحارب القرمطي صاحب الشامة وبدر مولى ابن طولون فانهزم القرمطي وقتل من أصحابه خلق كثير ومضى من سلم منهم نحو البادية
فوجه المكتفي في أثرهم الحسين بن حمدان وغيره من القواد
وفيها كبس ابن بانو أمير البحرين حصنا للقرامطة فظفر بمن فيه وواقع قرابة أبي سعيد الجنابي فهزمه ابن بانو
وكان مقام هذا القرمطي بالقطيف وهو ولي عهد أبي سعيد ثم أنه وجد بعدما انهزم أصحابه قتيلا فأخذ رأسه وسار ابن بانو إلى القطيف فافتتحها
$ ذكر أسر محمد بن هارون $
وفيها أخذ محمد بن هارون أسيرا
وكان سبب ذلك أن المكتفي أنفذ عهدا إلى إسماعيل بن أحمد الساماني بولاية الري فسار إليها وبها محمد بن هارون فسار عنها محمد إلى قزوين وزنجان ثم عاد إلى طبرستان فاستعمل إسماعيل بن أحمد على جرجان بارس الكبير وألزمه بإحضار محمد بن هارون قسرا أو صلحا
وكاتبه بارس وضمن هارون له إصلاح حاله مع الأمير إسماعيل فقبل محمد قوله وانصرف عن جستان الديلمي وقصد بخارى
فلما بلغ مرو قيد بها وذلك في شعبان سنة تسعين ومائتين
ثم حمل إلى بخارى فأدخلها على جمل وحبس بها فمات بعد شهرين محبوسا وكان ابتداء أمره أنه كان خياطا أم أنه جمع جمعا من الرعاء وأهل الفساد فقطع الطريق بمفازة سرخس مدة
ثم استأمن إلى رافع بن هرثمة وبقي معه إلى أن انهزم عمرو الصفار
فاستأمن إلى إسماعيل بن أحمد الساماني صاحب ما وراء

الصفحة 419