@ 427 @
ما كان من حالهم إلى الخليفة والوزير فأنجدوه بجماعة صالحة
وعاد إلى الموصل فجمع رجاله وسار إلى جبل السلق وفيه محمد بن بلال ومعه الأكراد فدخله ابن حمدان والجواسيس بين يديه خوفا من كمين يكون فيه وتقدم من بين يدي أصحابه وهو يتبعونه فلم يتخلف منهم أحد وجاوزوا الجبل وقاربوا الأكراد وسقط عيهم الثلج واشتد البرد وقلت الميرة والعلف عندهم وأقام على ذلك عشرة أيام وبلغ الحمل التبن ثلاثين درهما ثم عدم عندهم وهو صابر فلما رأى الأكراد صبرهم وأنهم لا حيلة لهم في دفعهم لجأ محمد بن بلال وأولاده ومن لحق به واستولى ابن حمدان على بيوتهم وسوادهم وأهلهم وأموالهم
وطلبوا الأمان فأمنهم وأبقى عليهم وردهم إلى بلد حرة
ورد عليهم أموالهم وأهليهم ولم يقتل منهم غير رجل واحد وهو الذي قتل صاحبه سيما الحمداني
وأمنت البلاد معه وأحسن السيرة في أهلها ثم أن محمد بن بلال طلب الأمان من ابن حمدان فأمنه وحضر عنده وأقام بالموصل
وتتباع الأكراد الحميدية وأهل جبل داسن إليه بالأمان فأمنت البلاد واستقامت
$ ذكر الظفر بالخلنجي $
في هذه السنة في صفر وصل عسكر المكتفي إلى نواحي مصر
وتقدم أحمد ابن كيغلغ في جماعة من القواد فلقيهم الخلنجي بالقرب من العريش فهزمهم أقبح هزيمة
فندب جماعة من القواد إليهم ببغداد وفيهم إبراهيم بن كيغلغ فخرجوا في ربيع الأول وساروا نحو مصر واتصلت الأخبار بقوة الخلنجي فبرز المكتفي إلى باب الشماسية ليسير إلى مصر في رجب فوصل إليه كتاب فاتك في شعبان يذكر أنه والقواد رجعوا إلى الخلنجي وكانت بينهم حروب كثيرة قتل بينهم فيها خلق كثير
فإن آخر حرب كانت بينهم قتل فيها معظم أصحاب الخلنجي وانهزم الباقون وظفروا بهم وغنموا عسكرهم
وهرب الخلنجي فدخل فسطاط مصر فأستتر بها عند رجل من أهل البلد فدخلنا المدينة فدلونا عليه فأخذناه ومن استتر عنده وهم في الحبس
فكتب المكتفي إلى فاتك في حمل الخلنجي ومن معه إلى بغداد
وعاد المكتفي