كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 6)

@ 432 @

$ ثم دخلت سنة أربع وتسعين ومائتين $
$ ذكر أخبار القرامطة وأخذهم الحاج $
في هذه السنة في المحرم ارتحل زكرويه من نهر المثنية يريد الحاج فبلغ السلمان وأقام ينتظرهم
فبلغت القافلة الأولى واقصة سابع المحرم
فأنذهم أهلها وأخبروهم بقرب القرامطة فارتحلوا لساعتهم
وسار القرامطة إلى واقصة فسألوا أهلها عن الحاج فأخبروهم أنهم ساروا فاتهمهم زكرويه فقتل العلافة وأحرق العلف وتحصن أهل واقصة في حصنهم فحصروهم أياما ثم ارتحل عنهم نحو زبالة وأغار في طريقه على جماعة من بني أسد
ووصلت العساكر المنفذة من بغداد إلى عيون الطف فبلغهم مسير زكرويه من السلمان فانصرفوا
وسار علان ابن كشمرد جريدة فنزل واقصة بعد أن جازت القافلة الأولى
ولقي زكرويه القرمطي قافلة الخراسانية بعقبة الشيطان راجعين من مكة فحاربهم حربا شديدا
فلما رأى شدة حربهم سألهم هل فيكم نائب للسلطان فقالوا ما معنا أحم
قال فلست أريدكم فاطمأنوا وساروا فلما ساروا أوقع بهم وقتلهم عن آخرهم ولم ينج إلا الشريد وسبوا من النساء ما أرادوا وقتلوا منهن
ولقي بعض المنهزمين علان بن كشمرد فأخبروه خبرهم وقالوا له ما بينك وبينهم إلا القليل ولو رأوك
لقويت نفوسهم فالله لله فيهم فقال لا أعرض أصحاب السلطان للقتل ورجع هو وأصحابه
وكتاب من نجا من الحجاج من هذه القافلة الثانية إلى رؤساء القافلة الثالثة من الحجاج يعلمونهم ما جرى من القرامطة ويأمرونهم بالتحذر والعدول عن الجادة نحو واسط والبصرة أو الرجوع إلى فيد والمدينة إلى أن تأتيهم جيوش السلطان فلم

الصفحة 432