$ ثم دخلت سنة خمس وتسعين ومائتين $
$ ذكر وفاة إسماعيل بن أحمد الساماني وولاية ابنه أحمد $
في هذه السنة منتصف صفر توفي إسماعيل بن أحمد أمير خراسان وما وراء النهر ببخارى وكان يلقب بعد موته بالماضي وولى بعده ابنه أبو نصر أحمد وأرسل إليه المكتفي عهده بالولاية وعقد لواء بيده
وكان إسماعيل عاقلا عادلا حسن السيرة في رعيته حليما
حكي عنه أنه كان لولده أحمد مؤدب يؤدبه فمر به الأمير إسماعيل يوما والمؤدب لا يعلم به فسمعه وهو يسب ابنه ويقول له لا بارك الله فيك ولا فيمن ولدك
فدخل إليه وقال له يا هذا نحن لم نذنب ذنبا لتسبنا فهل ترى أن تعفينا من سبك وتخص المذنب بشتمك وذمك فارتاب المؤدب فخرج إسماعيل عنه وأمر له بصلة جزاء لخوفه منه
وقيل جرى بين يديه ذكر الأنساب والأحساب فقال لبعض جلسائه كن عصاميا ولا تكن عظاميا
فلم يفهم مراده فذكر له معنى ذلك وسأل يوما يحيى بن زكريا النيسابوري فقال له ما السبب في أن آل معاذ لما زالت دولتهم بقيت عليهم نعمتهم بخراسان مع سوء سيرتهم وظلمهم وأن آل طاهر لما زالت دولتهم عن خراسان زالت معها نعمتهم مع عدلهم وحسن سيرتهم ونظرهم لرعيتهم
فقال له يحيى السبب في ذلك أن آل معاذ لما تغير أمرهم كان الذي ولي البلاد بعدهم آل طاهر في عدلهم وانصافهم واستعفافهم عن أموال الناس ورغبتهم في اصطناع أهل البيوتات فقدموا آل معاذ وأكرموهم وأن آل طاهر لما زالت نعمتهم كان سلطان بلادهم آل الصفار