@ 438 @
أم ولد تركية اسمها جيجك
وطل عليه مرضه عدة شهور ولما مات دفن بدار محمد بن طاهر رحمه الله
$ ذكر خلافة المقتدر بالله $
وكان السبب في ولاية المقتدر بالله الخلافة وهو أبو الفضل جعفر بن المعتضد أن المكتفي لما ثقل في مرضه فكر وزيره حينئذ وهو العباس بن الحسن فيمن يصلح للخلافة
وكان عادته أن يسايره إذا ركب إلى دار الخلافة وأخذ من هؤلاء الأربعة الذين يتولون الدواوين وهم أبو عبد الله بن محمد بن الجراح وأبو الحسن محمد بن عبدان وأبو الحسن علي بن محمد بن الفرات
وأبو الحسن علي بن عيسى
فاستشار الوزير يوما محمد بن داود بن الجراح في ذلك فأشار بعبد الله بن المعتز ووصفه بالعقل والأدب والرأي
واستشار بعده أبا الحسن بن الفرات فقال هذا شيء ما جرت به عادتي أشير فيه وإنما أشاور في العمال لا في الخلفاء
فغضب الوزير وقال هذه مقاطعة باردة وليس يخفى عليه الصحيح وألح عليه فقال إن كان رأي الوزير قد استقر على أحد بعينه فليفعل فعلم أنه عني ابن المعتز لاشتهار خبره فقال الوزير لا أقنع إلا أن تمحضني النصيحة فقال ابن الفرات فليتق الله الوزير ولا ينصب إلا من عرفه واطلع على جميع أحواله ولا ينصب بخيلا فيضيق على الناس ويقطع أرزاقهم ولا طماعا فيشره في أموالهم فيصادرهم ويأخذ أموالهم وأملاكهم ولا قليل الدين فلا يخاف العقوبة والآثام ويرجو الصثواب فيما يفعله ولا يولي من عرف نعمة هذا وبستان هذا وضيعة هذا وفرس هذا ومن قد لقي الناس ولقوه وعاملهم وعاملوه ويتخيل ويحسب حساب نعم الناس وعرف وجوه دخلهم وخرجهم
فقال الوزير صدقت ونصحت فيمن تشير قال أصلح الموجود جعفر بن المعتضد قال ويحك هو صبي قال ابن الفرات إلا أنه ابن المعتضد ولم نأت برجل كامل يباشر الأمور بنفسه غير محتاج إلينا
ثم إن الوزير استشار علي بن عيسى فلم يسم أحدا وقال لكن ينبغي أن يتقي الله وينظر من يصلح الدين والدنيا
فمالت نفس الوزير إلى ما أشار به ابن الفرات وإنصاف إلى ذلك وصية المكتفي
فإنه أوصى لما اشتد مرضه بتقليد أخيه جعفر الخلافة
فلما مات المكتفي نصب الوزير جعفرا للخلافة وعينه لها وأرسل صافيا