كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 6)

@ 439 @
الحرمي إليه ليحذره من دور آل طاهر بالجانب الغربي وكان يسكنها
فلما حطه في الحراقة وحدره وصارت الحراقة مقابل دار الوزير صاح غلمان الوزير بالملاح ليدخل إلى دار الوزير فظن صافي الحرمي أن الزير يريد القبض على جعفر وينصب في الخلافة غيره فمنع الملاح من ذلك وسار إلى دار الخلافة
وأخذ له صافي البيعة على الخدم وحاشية الدار ولقب نفسه المقتدر بالله
ولحق الوزير به وجماعة من الكتاب فبايعوه
ثم جهزوا المكتفي ودفنوه بدار محمد بن طاهر
ولما بويع المقتدر كان في بيت المال حين بويع خمسة عشر ألف ألف دينار فأطلق يد الوزير في بيت المال فأخرج منه حق البيعة
وكان مولد المقتدر ثامن رمضان سنة اثنتين وثمانين ومائتين
وأمه أم ولد يقال لها شغب
فلما بويع استصغره الوزير وكان عمره إذ ذاك ثلاث عشرة سنة وكثر كلام الناس فيه فعزم على خلعه وتقليد الخلافة أبا عبد الله محمد بن المعتمد على الله وكان حسن السيرة جميل الوجه والفعل
فراسله في ذلك واستقر الحال وانتظر الوزير قدوم بارس حاجب إسماعيل صاحب خراسان وكان قد أذن له في القدوم كما ذكرناه
وأراد الوزير أن يستعين به على ذلك ويتقوى به على غلمان المعتضد فتأخر بارس وأتفق أنه وقع بين أبي عبد الله بن المعتضد وبين ابن عمرويه صاحب الشرطة منازعة في ضيعة مشتركة بينهما فأغلظ له ابن عمرويه فغضب ابن المعتمد غضبا شديدا وأغمي عليه وفلج في المجلس فحمل إلى بيته في محفة فمات في اليوم الثاني
فأراد الوزير البيعة لأبي الحسين بن المتوكل فمات أيضا بعد خمسة أيام وتم أمر المقتدر
$ ذكر عدة حوادث $
في هذه السنة كانت وقعة بين نجح بن جاخ وبين الأجناد بمنى ثاني عشر ذي الحجة
فقتل منهم جماعة لأنهم طلبوا جائزة بيعة المقتدر بالله وهرب الناس إلى بستان ابن عامر
وأصاب الحجاج في عودهم عطش عظيم فمات منهم جماعة
وحكي أن أحدهم كان يبول في كفه ثم يشربه
وفيها خرج عبد الله بن إبراهيم المسمعي عن أصبهان إلى قرية من قراها مخالفا للخليفة واجتمع إليه نحو من عشرة آلاف من الأكراد وغيرهم
فأمر بدر الحمامي بالمسير إليه فسار في خمسة آلاف من الجند
وأرسل إليه منصور بن عبد الله بن منصور الكاتب يخوفه عاقبة الخلاف فسار

الصفحة 439