@ 442 @
لينتقل هو إلى دار الخلافة فأجابه بالسمع والطاعة وسأل الإمهال إلى الليل وعاد الحسين بن حمدان بكرة غد إلى دار الخلافه فقاتله الخدم والغلمان والرجالة من وراء الستور عامة النهار فانصرف عنهم إلى آخر النهار فلما جنه الليل سار عن بغداد بأهله
وكل ماله إلى الموصل لا يدري لم فعل ذلك ولم يكن بقي مع المقتدر من القواد غير مؤنس الخادم ومؤنس الخازن وغريب الخال وحاشية الدار فلما هم المقتدر بالإنتقال عن الدار قال بعضهم لبعض لا نسلم الخلافة من غير أن نبلى عذرا ونجتهد في دفع ما أصابنا فاجمع رأيهم على أن يصعدوا في الماء إلى الدار التي فيها ابن المعتز بالحرم يقاتلونه فأخرج لهم المقتدر السلاح والزرديات وغير ذلك وركبوا في السميريات وأصعدوا في الماء فلما رآهم من عند ابن المعتز هالهم كثرتهم واضطربوا وهربوا على وجوههم من قبل أن يصلوا إليهم وقال بعضهم لبعض إن الحسين بن حمدان عرف ما يريد أن يجري فهرب من الليل وهذه مواطأة بينه وبين المقتدر
وهذا كان سبب هربه ولما رأى ابن المعتز ذلك ركب ومعه وزيره محمد بن داود وهربا وغلام له ينادي بين يديه يا معشر العامة ادعوا لخليفتكم السني البربهاري
وإنما نسب هذه النسبة لأن الحسين بن القاسم بن عبيد الله البربهاري كان مقدم الحنابلة والسنة من العامة ولهم فيه اعتقاد عظيم فأراد استمالتهم بهذا القول
ثم إن ابن المعتز ومن معه ساروا نحو الصحراء ظنا منهم أن من بايعه من الجند يتبعونه فلم يلحقه منهم أحد فكانوا عزموا أن يسيروا إلى سر من رأى بمن يتبعهم من الحند فيشتد سلطانهم
فلما رأوا أنهم لم يأتهم أحد رجعوا عن ذلك الرأي واختفى محمد بن داود في داره ونزل ابن المعتز عن دابته ومع غلامه يمن وانحدر إلى دار أبي عبد الله بن الجصاص فاستجار به واستتر أكثر من بايع ابن المعتز ووقعت الفتنة والنهب والقتل ببغداد وثار العيارون والسفل ينهبون الدور
وكان ابن عمرويه صاحب الشرطة ممن بايع ابن المعتز فلما هرب جمع ابن عمرويه أصحابه ونادى بشعار المقتدر يدلس بذلك فناداه العامة يا مرائي يا كذاب فهرب واستتر وتفرق أصحابه فهجاه يحيى بن علي بأبيات منها
( بايعوه فلم يكن عند الأز ... وك إلا التغيير والتخبيط )
( رافضيون بايعوا أنصب الأم ... ة هذا لعمري التخليط )
( ثم ولى من زعقة ومحامو ... ه ومن خلفهم لهم تضريط )