@ 443 @
وقلد المقتدر تلك الساعة الشرطة مؤنسا الخازن وهو غير مؤنس الخادم وخرج بالعسكر وقبض على وصيف بن صوارتكين وغيره فقتلهم
وقبض على القاضي أبي عمر وعلي بن عيسى
والقاضي محمد بن خلف وكيع ثم أطلقهم
وقبض على القاضي المثنى أحمد بن يعقوب فقتله لأنه قيل له بايع المقتدر فقال لا أبايع صبيا فذبح
وأرسل المقتدر إلى أبي الحسن بن الفرات وكان مختفيا فأحضره واستوزره وخلع عليه
وكان في هذه الحادثة عجائب
منها أن الناس كلهم أجمعوا على خلع المقتدر والبيعة لابن المعتز فلم يتم ذلك بل كان على العكس من إرادتهم وكان أمر الله مفعولا ومنها أن ابن حمدان على شدة تشيعه وميله إلى علي عليه السلام وأهل بيته يسعى في البيعة لابن المعتز على انحرافه عن علي وغلوه في النصب إلى غير ذلك
ثم أن خادما لابن الجصاص يعرف بسوسن أخبر صافيا الحرمي بأن ابن المعتز عند مولاه ومعه جماعة فكبست دار ابن الجصاص وأخذ ابن المعتز منها وحبس إلى الليل وعصرت خصيتاه حتى مات
ولف في زلي وسلم إلى أهله وصودر ابن الجصاص على مال كثير
وأخذ محمد بن داود وزير ابن المعتز وكان مستترا فقتل
ونفي علي بن عيسى إلى واسط فأرسل إلى الوزير ابن الفرات يطلب منه أن يأذن له في المسير إلى مكة فأذن له في ذلك
فسار إليها على طريق البصرة وأقام بها
وصودر القاضي أبو عمر على مائة ألف دينار
وسيرت العساكر من بغداد في طلب الحسين بن حمدان فتبعوه إلى الموصل ثم إلى بلد فلم يظفروا به فعادوا إلى بغداد
فكتب الوزير إلى أخيه أبي الهيجاء بن حمدان وهو الأمير على الموصل يأمره بطلبه فسار إليه إلى بلد ففارقها الحسين إلى سنجار وأخوه في أثره فدخل البرية فتبعه أخوه عشرة أيام فأدركه فاقتتلوا فظفر أبو الهيجاء وأسر بعض أصحابه وأخذ منه عشرة آلاف دينار وعاد عنه إلى الموصل ثم انحدر إلى بغداد
فلما كان فوق تكريت أدركه أخوه الحسين فبيته فقتل منهم قتلى
وانحدر أبو الهيجاء إلى بغداد وأرسل الحسين إلى ابن الفرات وزير المقتدر يسأله الرضا عنه
فشفع فيه إلى المقتدر بالله ليرضى عنه وعن إبراهيم بن كيغلغ وابن عمرويه صاحب الشرطة