كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 6)

@ 448 @
النسفي وأبو عبد الله بن النعمان فقيه الشيعة
وزعم القائلون بصحة نسبه إن العلماء ممن كتب في المحضر إنما كتبوا خوفا وتقية ومن لا علم عنده بالأنساب فلا احتجاج بقول وزعم الأمير عبد العزيز صاحب تاريخ إفريقية والمغرب إن نسبه معروف في اليهودية ونقل فيه عن جماعة من العلماء
وقد استقصى ذكر إبتداء دولتهم وبالغ وأنا أذكر معنى ما قاله مع البراءة من عهدة طعنة في نسبه وما عداه فقد أحسن فيما ذكر قال لما بعث الله تعالى سيد الأولي والآخرين محمدا عظم ذلك على اليهود والنصارى والروم والفرس وقريش وسائر العرب لأنه سفه أحلامهم وعاب أديانهم وآلهتهم وفرق جمعهم فاجتمعوا يدا واحدة عليه فكفاه الله كيدهم ونصره عليهم فأسلم منهم من هداه الله تعالى
فلما قبض نجم النفاق وارتدت العرب وظنوا أن الصحابة يضعفون بعده
فجاهد أبو بكر رضي الله عنه في سبيل الله فقتل مسيلمة
ورد الردة وأذل الكفر ووطأ جزيرة العرب وغزا فارس والروم فلما حضرته الوفاة ظنوا أن بوفاته ينتقص الإسلام
فاستخلف عمر بن الخطاب فأذل فارس والروم وغلب على ممالكها فدس عليه المنافقون أبا لؤلؤة فقتله ظنا منهم أن بقتله ينطفئ نور الإسلام فولى بعده عثمان فزاد في الفتوح واتسعت مملكة الإسلام فلما قتل وولي بعده أمير المؤمنين علي قام بالأمر أحسن قيام
فلما يئس أعداء الإسلام من استئصاله بالقوة أخذوا في وضع الأحاديث الكاذبة وتشكيك ضعفة العقول في دينهم بأمور قد ضبطها المحدثون وأفسدوا الصحيح بالتأويل والطعن عليه فكان أول من فعل ذلك أبو الخطاب محمد بن أبي زينب مولى بني أسد
وأبو شاكر ميمون بن ديصان صاحب كتاب الميزان في نصرة الزندقة
وغيرهما
فألقوا إلى من وثقوا به
أن لكل شيء من العبادات باطنا وأن الله تعالى لم يوجب على أوليائه ومن عرف من الأئمة والأبواب صلاة ولا زكاة ولا غير ذلك ولا حرم عليهم شيئا وأباحوا لهم نكاح الأمهات والأخوات
وإنما هذه قيود للعامة ساقطة عن الخاصة وكانوا يظهرون التشيع لآل النبي ليستروا أمرهم ويستميلوا العامة
وتفرق أصحابهم في البلاد وأظهروا الزهد والعبادة يغرون الناس بذلك وهم على خلافه
فقتل أبو الخطاب وجماعة من أصحابه بالكوفة
وكان أصحابه قالوا له إنا نخاف الجند فقال لهم إن أسلحتتهم لا تعمل فيكم فلما ابتدأوا في ضرب أعناقهم قال له أصحابه ألم

الصفحة 448