كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 6)

@ 452 @
الأمان ودخل مدينة ميلة وبلغ الخبر أمير أفريقية وهو حينئذ إبراهيم بن أحمد فنفذ ولده الأحول في اثني عشر ألفا وتبعه مثلهم فالتقيا فاقتتل العسكران فانهزم أبو عبد الله وكثر القتل في أصحابه وتبعه الأحمل وسقط ثلج عظيم حال بينهم
وسار أبو عبد الله إلى جبل إنكجان فوصل الأحول إلى مدينة ناصرون فأحرقها وأحرق مدينة ميلة ولم يجد بها أحدا
وبنى أبو عبد الله بانكجان دار هجرة فقصده أصحابه
وعاد الأحول إلى أفريقية فسار أبو عبد الله بعد رحيلهم فغنم ما رأى مما تخلف عنهم وأتاه خبر وفاة إبراهيم فسر به
ثم أتاه خبر قتل أبي العباس وولده وولاية زيادة الله واشتغاله باللهو واللعب فاشتد سروره
وكان الأحول قد جمع جيشا كثيرا أيام أخيه أبي العباس ولقي عبد الله فانهزم الأحول وبقي الأحول قريبا منه يقاتله ويمنعه من التقدم
فلما ولي أبو مضر زيادة الله أفريقية أحضر الأحول وقتله كما ذكرنا ولم يكن أحولا وإنما كان يكسر عينه إذا أدام النظر فلقب به فلما قتل انتشرت حينئذ جيوش أبي عبد الله في البلاد وصار أبو عبد الله يقول المهدي يخرج في هذه الأيام ويملك الأرض
فيا طوبى لمن هاجر إلي وأطاعني
ويغري الناس بأبي مضر ويعيبه
وكان كل من عند زيادة الله من الوزراء فلا يسوءهم أن يظفر أبو عبد الله لا سيما مع ما كان يذكر لهم من الكرامات التي للمهدي من إحياء الموتى ورد الشمس من مغربها وملكه الأرض بأسرها
وأبو عبد الله يرسل إليهم ويسحرهم ويعدهم
$ ذكر سبب اتصال المهدي عبيد الله بأبي عبد الله الشيعي ومسيره إلى سجلماسة $
لما توفي عبد الله بن ميمون القداح ادعى ولده أنهم من ولد عقيل بن أبي طالب وهم مع هذا يسترون ويسرون أمرهم ويخفون أشخاصهم
وكان ولده أحمد هو المشار إليه منهم فتوفي وخلف ولده محمدا
وكان هو الذي يكاتبه الدعاة في البلاد
وتوفي محمد وخلف أحمد والحسين
فسار الحسين إلى سليمة من أرض

الصفحة 452