@ 455 @
وصل الرسل في طلبه فلم يوجد ووصل إلى سجلماسة وفأقام بها وفي كل ذلك عليه العيون في طريقه
وكان صاحب سجلماسة رجلا يسمى اليسع بن مدرار فأهدى له المهدي وواصله فقربه اليسع وأحبه فأتاه كتاب زيادة الله يعرفه أنه الرجل الذي يدعو إليه أبو عبد الله الشيعي فقبض عليه وحبسه
فلم يزل محبوسا حتى أخرجه أبو عبد الله الشيعي على ما نذكره
$ ذكر استيلاء أبي عبد الله على أفريقية وهرب زيادة الله أميرها $
قد ذكرنا من حال أبي عبد الله ما تقدم
ثم أن زيادة الله لما رأى استيلاء أبي عبد الله على البلاد وأنه قد فتح مدينة ميلة
ومدينة سطيف وغيرهما
أخذ في جمع العساكر وبذل الأموال
فاجتمعت إليه عساكر عظيمة
فقدم عليهم إبراهيم بن خنيش وهو من أقاربه وكان لا يعرف الحرب فبلغت عدة جيشه أربعين ألفا وسلم إليه الأموال والعدد
ولم يترك بأفريقية شجاعا إلا أخرجه معه
وسار إليه فانضاف إليه مثل جيشه
فلما وسل قسطينة الهواء وهي مدينة قديمة حصينة نزل بها وأتاه كثير من كتامة الذين لم يطيعوا أبا عبد الله فقتل في طريقه كثيرا من أصحاب أبي عبد الله
وخاف أبو عبد الله منه وجميع كتامة
وأقام بقسطينة ستة أشهر وأبو عبد الله متحصن في الجبل
فلما رأى إبراهيم أبا عبد الله لا يتقدم إليه بادر وزحف بالعساكر المجتمعة إلى بلد اسمه كرمة فأخرج إليه أبو عبد الله خيلا اختارها ليختبر نزوله فوافاها بالموضع المذكور
فلما رأى إبراهيم الخيل قصد إليها بنفسه ولم يصحبه إليها أحد من جيشه
وكانت أثقال العسكر على ظهور الدواب لم تحط ونشبت الحرب واقتتلوا قتالا شديدا واتصل الخبر بأبي عبد الله فزحف بالعساكر فوقعت الهزيمة على إبراهيم ومن معه فجرح وعقر فرسه وتمت الهزيمة على الجيش جميعه وأسلموا الأثقال بأسرها فغنمها أبو عبد الله وقتل منهم خلقا كثيرا
وتم أمر إبراهيم إلى القيروان فشاشت بلاد أفريقية وعظم أمر أبي عبد الله