كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 6)

@ 456 @
واستقرت دولته وكتب أبو عبد الله كتابا إلى المهدي وهو في سجن سجلماسة يبشره وسير الكتاب مع بعض ثقاته فدخل السجن في زي قصاب يبيع اللحم فاجتمع به وعرفه ذلك
وسار أبو عبد الله إلى مدينة طبنة فحصرها ونصب عليها الدبابات ونقب برجا وبدنة فسقط السور بعد قتال شديد وملك البلد
فاحتمى المقدمون بحص البلد فحصرهم فطلبوا الأمان فأمنهم وأمن أهل البلد
وسار إلى مدينة بلزمة وكان قد حصرها مرارا كثيرة فلم يظفر بها فلما حصرها الآن ضيق عليها وجد في القتال ونصب عليها الدبابات ورماها بالنار فأحرقها وفتحتها بالسيف وقتل الرجال وهدم الأسوار
واتصلت الأخبار بزيادة الله فعظم عليه وأخذ في الجمع والحشد
فجمع عسكرا عدتهم اثنا عشر ألفا وأمر عليهم هارون بن الطبني
فسار واجتمع معه خلق كثير وقصد مدينة دار ملوك وكان أهلها قد أطاعوا أبا عبد الله فقتل هارون أهلها وهدم الحصن
ولقيه في طريقه خيل لأبي عبد الله كان قد أرسلها ليختبروا عسكره فلما رآها العسكر اضطربوا وصاحوا صيحة عظيمة وهربوا من غير قتال فظن أصحاب أبي عبد الله أنها مكيدة
فلما ظهر أنها هزيمة استدركوا الأمر ووضعوا السيف فما يحصى من قتلوا
وقتل هارون أمير العسكر
وفتح أبو عبد الله مدينة تيجس صلحا فاشتد الأمر حينئذ على زيادة الله وأخرج الأموال وجيش الجيوش وخرج بنفسه إلى محاربة أبي عبد الله فوصل إلى الأربس في سنة خمس وتسعين ومائتين
فقال له وجوه دولته إنك تغرر بنفسك فإن يكن عليك لا يبقى لنا ملجأ والرأي أن ترجع إلى مستقر ملكك وترسل الجيوش مع من تثق إليه فإن كان الفتح لنا فنصل إليك وإن كان غير ذلك فتكون ملجأ لنا ورجع ففعل ذلك وسير الجيش وقدم عليه رجلا من بني عمه يقال له إبراهيم بن أبي الأغلب وكان شجاعا وبلغ أبا عبد الله الخبر وكان أهل باغاية قد كاتبوه بالطاعة فسار إليهم فلما قرب منها هرب عاملها إلى الأربس فدخلها أبو عبد الله وترك بها جندا وعاد إلى إنكجان
ووصل الخبر

الصفحة 456