$ ثم دخلت سنة سبع وتسعين ومائتين $
$ ذكر استيلاء الليث على فارس وقتله $
في هذه السنة سار الليث بن علي بن الليث من سجستان إلى فارس في ( جيش ) وأخذها واستولى عليها وهرب سبكري عنها إلى أرجان
فلما بلغ الخبر المقتدر جهز مؤنسا الخادم وسيره إلى فارس معونة لسبكري
فاجتمعا بأرجان
وبلغ خبر اجتماعهما الليث فسار إليهما فأتاه الخبر بمسير الحسين بن حمدان من قم إلى البيضاء معونة لمؤنس فسير أخاه في بعض جيشه إلى شيراز ليحفظها
ثم سار في بعض جنده في طريق مختصر ليواقع الحسين بن حمدان فأخذ به الدليل في طريق الرجالة فهلك أكثر دوابه
ولقي هو وأصحابه مشقة عظيمة فقتل الدليل وعدل عن ذلك الطريق فأشرف على عسكرمؤنس فظنه هو وأصحابه أنه عسكره الذي سير مع أخيه إلى شيراز فكبروا فثار إليهم مؤنس
وسبكري في جندهما فاقتتلوا قتالا شديدا فانهزم عسكر الليث وأخذ هو أسيرا فلما أسره مؤنس قال له أصحابه إن المصلحة أن نقبض على سبكري ونستولي على بلاد فارس ونكتب إلى الخليفة ليقرها عليك فقال سأفعل غدا إذا صار إلينا على عادته فلما جاء الليل أرسل مؤنس إلى سبكري سرا يعرفه ما أشار به أصحابه وأمره بالمسير من ليلته إلى شيراز ففعل
فلما أصبح مؤنس قال لأصحابه أرى سبكري قد تأخر عنا فتعرفوا خبره فسار إليه بعضهم وعاد فأخبره أن سبكري سار من ليلته إلى شيراز فلام أصحابه وقال من جهتكم بلغه الخبر حتى استوحش
وعاد مؤنس ومع الليث إلى بغداد وعاد الحسين بن حمدان إلى قم