كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 6)

@ 470 @

$ ثم دخلت سنة تسع وتسعين ومائتين $
$ ذكر القبض على ابن الفرات ووزارة الخاقاني $
في هذه السنة قبض المقتدر على الوزير أبي الحسن بن الفرات في ذي الحجة وكان قد ظهر قبل القبض عليه بمدة يسيرة ثلاث كواكب مذنبة أحدها ظهر آخر رمضان في برج الأسد والآخر ظهر في ذي القعدة في المشرق
والثالث ظهر في المغرب في ذي القعدة أيضا في برج العقرب
ولما قبض على الوزير وكل بداره وهتك حرمه ونهب ماله ونهبت دور أصحابه ومن يتعلق به وافتتنت بغداد لقبضه ولقي الناس شدة ثلاثة أيام ثم سكنوا
وكان مدة وزارته هذه وهي الوزارة الأولى ثلاث سنين وثمانية أشهر وثلاثة عشر يوما وقلد أبو علي محمد بن يحيى بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان الوزارة فرتب أصحاب الدواوين وتولى مناظرة ابن الفرات أبو الحسين أحمد بن يحيى بن أبي البغل
وكان أخوه أبو الحسن بن أبي البغل مقيما بأصبهان فسعى أخوه له في الوزارة هو وأم موسى القهرمانة
فأذن المقتدر في حضوره ليتولى الوزارة فحضر فلما بلغ ذلك الخاقاني انحلت اموره فدخل على الخليفة وأخبره بذلك فأمره بالقبض على أبي الحسن وأبي الحسين أخيه فقبض على أبي الحسن
وكتب في القبض على أبي الحسين فقبض أيضا
ثم خاف القهرمانة فأطلقهما واستعملهما
ثم أن أمور الخاقاني انحلت لأنه كان ضجورا ضيق الصدر مهملا لقراءة كتب العمال وجباية الأموال
وكان يتقرب إلى الخاصة والعامة فمنع خدم السلطان وخواصه أن يخاطبوه بالعبد
وكان إذا رأى جماعة من الملاحين والعامة يصلون جماعة ينزل ويصلي معهم وإذا سأله أحد حاجة دق صدره وقال نعم وكرامة
فسمي دق صدره إلا أنه قصر في إطلاق الأموال للفرسان والقواد فنفروا عنه واتضعت الوزارة بفعله ما تقدم
وكان أولاده قد تحكموا عليه فكل منهم يسعى لمن يرتشي منه

الصفحة 470