@ 471 @
وكان يولي في الأيام القليلة العمال
فاجتمعوا في الطريق فعرضوا توقيعاتهم فسار الأخير منهم وعاد الباقون يطلبون ما خدمهم به أولاده فقيل فيه
( وزير قد تكامل في الرقاعة ... يولي ثم يعزل بعد ساعه )
( إذا أهل الرشا اجتمعوا لديه ... فخير القوم أوفرهم بضاعه )
( وليس يلام في هذا بحال ... لأن الشيخ أفلت من مجاعه )
ثم زاد الأمر حتى تحكم أصحابه فكانوا يطلقون الأموال ويفسدون الأحوال فانحلت القواعد وخبثت النيات
واشتغيل الخليفة بعزل وزرائه والقبض عليهم والرجوع إلى قول النساء والخدم والتصرف على مقتضى آرلائهن
فخرجت الممالك وطمع العمال في الأطراف وكان ما نذكره فيما بعد ثم أن الخليفة أحضر الوزير ابن الفرات من محبسه فجعله عنده في بعض الحجر مكرما فكان يعرض عليه مطالعات العمال وغير ذلك وأكرمه وأحسن إليه بعد أن أخذ ماله
$ ذكر عدة حوادث $
فيها غزا رستم أمير الثغور الصائفة من ناحية طرسوس ومعه دميانة فحصر حصن مليح الأرمني ثم دخل بلده وأحرقه
وفيها دخل بغداد العظيم والأغبر وهما من قواد ذكرويه القرمطي دخلا بالأمان
وحج بالناس الفضل بن عبد الملك
وفيها جاء نفر من القرامطة من أصحاب أبي سعيد الجنابي إلى باب البصرة وكان عليها محمد بن إسحاق بن كنداجيق وكان وصولهم يوم الجمعة والناس في الصلاة فوقع الصوت بمجيء القرامطة فخرج إليهم الموكلون بحفظ البصرة فرأوا رجلين منهم فخرجوا إليهما فقتل القرامطة منهم رجلا وعادوا
فخرج إليهم محمد بن إسحاق في جمع فلم يرهم
فسير في أثر جماعة فأدركوهم وكانوا نحو ثلاثين رجلا فقاتلوهم فقتل بينهم جماعة
وعاد ابن كنداجيق وأغلق أبواب البصرة ظنا منه أن أولئك القرامطة كانوا مقدمة لأصحابهم وكاتب الوزير ببغداد يعرفه وصول القرامطة ويستمده فلما أصبح ولم ير للقرامطة أثرا ندم على ما فعل
وسير إليه من بغداد عسكرا مع بعض القواد
وفيها خالف أهل طرابلس الغرب على المهدي عبيد الله العلوي
فسير إليها عسكرا فحاصرها فلم يظفر بها
فسير إليها المهدي ابنه أبا القاسم