كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 6)

@ 476 @
الفتنة وثاروا بابن قرهب وأخذوه أسيرا سنة ثلاثمائة وحبسوه وأرسلوه إلى المهدي مع جماعة من خاصته فأمر بقتلهم على قبر ابن أبي خنزير فقتلوا واستعمل على صقلية أبا سعيد موسى بن أحمد وسير معه جماعة كثيرة من شيوخ كتامة فوصلوا إلى طرابنش وسبب إرسال العسكر معه أن ابن قرهب كان قد كتب إلى المهدي يقول له إن أهل صقلية يكثرون الشغب على أمرائهم ولا يطيعونهم وينهبون أموالهم ولا يزول ذلك إلا بعسكر يقهرهم ويزيل الرياسة عن رؤسائهم ففعل المهدي ذلك
فلما وصل معه العسكر خاف منه أهل صقلية فاجتمع عليه أهل جرجنت وأهل المدينة وغيرهما فتحصن منهم أبو سعيد وعمل على نفسه سورا إلى البحر وصار المرسي معه فاقتتلوا فانهزم أهل صقلية وقتل جماعة من رؤسائهم وأسر جماعة
وطلب أهل المدينة الأمان فأمنهم إلا رجلين هما أثارا الفتنة فرضوا بذلك وتسلم الرجلين وسيرهما إلى المهدي بأفريقية وتسلم المدينة وهدم أبوابها وأتاه كتاب المهدي يأمره بالعفو عن العامة
$ ذكر وفاة عبد الله بن محمد صاحب الأندلس وولاية عبد الرحمن $
وفيها توفي عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الحاكم بن هشام بن عبد الرحمن بن معاوية الأموي صاحب الأندلس في ربيع الأول وكان عمره اثنتين وأربعين سنة
وكان أبيض أصهب ربعة يخضب بالسواد
وكانت ولايته خمسا وعشرين سنة وأحد عشر شهرا
وخلف أحد عشر ولدا ذكرا أحدهم محمد المقتول قتله في حد من الحدود وهو والد عبد الرحمن الناصر
ولما توفي ولي بعده ابنه هذا محمد واسمه عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الحاكم بن هشام بن عبد الرحمن الداخل إلى الأندلس بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي وأمه أم ولد تسمى مرتة وكان عمره لما قتل أبوه عشرين يوما
وكانت ولايته من المستطرف لأنه كان شابا وبالحضرة أعمامه وأعمام أبيه فلم يختلفوا عليه
وولي الإمارة والبلاد

الصفحة 476