@ 479 @
أمر بإحراق ما اشتمل عليه عسكره وانصرف
فورد عليه كتاب نائبه بطبرستان وهو أبو العباس صعلوك وكان يليها بعد وفاة ابن نوح بها يخبره بظهور الحسن بن علي العلوي الأطروش بها وتغلبه عليها وأنه أخرجه عنها فغم ذلك أحمد وعاد إلى معسكره الذي أحرقه فنزل عليه فتطير الناس من ذلك
وكان له أسد يربطه كل ليلة على باب مبيته فلا يجسر أحد أن يقربه فأغفلوا إحضار الأسد تلك الليلة فدخل إليه جماعة من غلمانه فذبحوه على سريره وهربوا وكان قتله ليلة الخميس لسبع بقين من جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثمائة فحمل إلى بخارى فدفن بها ولقب حينئذ بالشهيد
وطلب أولئك الغلمان فأخذ بعضهم فقتل وولى الأمر بعده ولده أبو الحسن نصر بن أحمد وهو ابن ثمان سنين وكانت ولايته سنة وثلاثة وثلاثين يوما
وكان موته في رجب سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة ولقب بالسعيد وبايعه أصحاب أبيه ببخارى بعد دفن أبيه
وكان الذي تولى ذلك أحمد بن محمد بن الليث وكان متولي أمر بخارى فحمله على عاتقه وبايع له الناس ولما حمله خدم أبيه ليظهر للناس خافهم وقال أتريدون أن تقتلوني كما قتلتم أبي فقالوا لا إنما نريد أن تكون موضع أبيك أميرا
فسكن روعه واستصغر الناس نصرا واستضعفوه وظنوا أن أمره لا ينتظم مع قوة عم أبيه الأمير إسحاق بن أحمد وهو شيخ السامانية وهو صاحب سمرقند وميل الناس بما وراء النهر سوى بخارى إليه وإلى أولاده وتولى تدبير دولة السعيد نصر بن أحمد أبو عبد الله محمد بن أحمد الجيهاني فأمضى الأمور وضبط المملكة واتفق هو وحشم نصر بن أحمد على تدبير الأمر فأحكموه
ومع هذا فإن أصحاب الأطراف طمعوا في البلاد فخرجوا من النواحي على ما نذكره
فممن خرج عن طاعته أهل سجستان وعم أبيه إسحاق بن أحمد بن أسد بسمرقند وابناه منصور وإلياس ابنا إسحاق ومحمد بن الحسين بن مت وأبو الحسن بن يوسف
والحسين بن علي المروروذي ومحمد بن جيد وأحمد بن سهل وليلى بن نعمان صاحب العلويين بطبرستان ووقعة سيمجور مع أبي الحسن بن الناصر وقراتكين وماكان بن كالي وخرج عليه اخوته يحيى ومنصور وإبراهيم أولاد أحمد بن إسماعيل وجعفر بن أبي جعفر وابن داود ومحمد بن إلياس ونصر بن محمد بن مت ومرداويج وشمكير ابنا زيار
وكان السعيد مظفرا منصورا عليهم