@ 481 @
محمد بن نوح فأحسن فيهم السيرة وعدل فيهم وأكرم من بها من العلويين وبلغ في الإحسان إليهم وراسل رؤساء الديلم وهاداهم واستمالهم
وكان الحسن بن علي الأطروش قد دخل الديلم بعد قتل محمد بن زيد وأقام بينهم نحو ثلاثة عشرة سنة يدعوهم إلى الإسلام ويقتصر منهم على العشر ويدافع عنهم ابن حسان ملكهم فأسلم منهم خلق كثير واجتمعوا عليه وبنى في بلادهم مساجد
وكان للمسلمين بإزائهم ثغور مثل قزوين
وسالوس وغيرهما وكان بمدينة سالوس حصن منيع قديم فهدمه الأطروش حين أسلم الديلم والجيل
ثم إنه جعل يدعوهم إلى الخروج معه إلى طبرستان فلا يجيبونه إلى ذلك إلا حسان بن نوح فاتفق أن الأمير أحمد عزل ابن نوح عن طبرستان وولاها سلاما فلم يحسن أهلها وهاج عليه الديلم فقاتلهم وهزمهم واستقال عن ولايتها فعزله الأمير أحمد وأعاد إليها ابن نوح فصلحت البلاد معه ثم أنه مات بها واستعمل عليها أبو العباس محمد بن إبراهيم صعلوك فغير رسوم ابن نوح وأساء السيرة وقطع عن رؤساء الديلم ما كان يهديه إليهم ابن نوح فانتهز الحسن بن علي الفرصة وهيج الديلم عليه ودعاهم إلى الخروج معه فأجابوه وخرجوا معه
وقصدهم صعلوك فالتقوا بمكان يسمى نوروز وهو على شاطئ البحر على يوم من سالوس فانهزم ابن صعلوك وقتل من أصحابه نحو أربعة آلاف رجل
وحصر الأطروش الباقين ثم أمنهم على أموالهم وأنفسهم وأهليهم فخرجوا إليه فأمنهم وعاد عنهم إلى آمل
وانتهى إليهم الحسن بن القاسم الداعي العلوي وكان ختن الأطروش فقتلهم عن آخرهم لأنه لم يكن أمنهم ولا عاهدهم
واستولى الأطروش على طبرستان وخرج صعلوك إلى الري وذلك سنة إحدى وثلاثمائة ثم سار منها إلى بغداد
وكان الأطروش قد أسلم على يده من الديلم الذين هم وراء أسفيدروذ إلى ناحية آمل وهم يذهبون مذهب الشيعة
وكان الأطروش زيدي المذهب شاعرا مفلقا ظريفا علامة إماما في الفقه والدين كثير المجون حسن النادرة
حكي عنه أنه استعمل عبد الله بن المبارك على جرجان وكان يرمي بالابنة فاستعجزه الحسن يوما في شغل له وأنكر عليه فقال أيها الأمير أنا أحتاج إلى رجال أجلاد يعينوني
فقال قد بلغني