@ 482 @
ذلك وكان سبب صممه أنه ضرب على رأسه بسيف في حرب محمد بن زيد فطرش وكان له من الأولاد الحسن وأبو القاسم والحسين فقال يوما لابنه الحسن يا بني ههنا شيء من الغراء نلصق به كاغدا فقال لا إنما ههنا بالخاء فحقدها عليه ولم يوله شيئا وولى ابنيه أبا القاسم والحسين
وكان الحسن ينكر تركه معزولا ويقول أنا أشرف منهما لأن أمي حسنية وأمهما أمة وكان الحسن شاعرا وله مناقضات مع ابن المعتز ولحق الحسن بابن أبي الساج فخرج معه يوما متصيدا فسقط عن دابته فبقي راجلا فمر به ابن أبي الساج فقال له اركب معي على دابتي
فقال أيها الأمير لا يصلح بطلان على دابة
$ ذكر القرامطة وقتل الجنابي $
في هذه السنة قتل أبو سعيد الحسن بن بهرام الجنابي كبير القرامطة قتله خادم له صقلبي في الحمام فلما قتله استدعى رجلا من أكابر رؤسائهم وقال له السيد يستدعيك فلما دخل قتله ففعل ذلك بأربعة نفر من رؤسائهم واستدعى الخامس فلما دخل فطن لذلك فأمسك بيد الخادم وصاح فدخل الناس وصاح النساء وجرى بينهم وبين الخادم مناظرات ثم قتلوه
وكان أبو سعيد قد عهد إلى ابنه سعيد وهو الأكبر فعجز عن الأمر فغلبه أخوه الأصغر أبو طاهر سليمان وكان شهما شجاعا وسيرد من أخباره ما يعلم به محله
ولما قتل أبو سعيد كان قد استولى على هجر والإحساء والقطيف والطائف وسائر بلاد البحرين
وكان المتقدر قد كتب إلى أبي سعيد كتابا لينا في معنى من عنده من أسرى المسلمين ويناظره ويقيم الدليل على فساد مذهبه ونفذه مع الرسل فلما وصل إلى البصرة بلغهم خبر موته فأعلموا الخليفة بذلك فأمرهم بالمسير إلى ولده فأتوا أبا طاهر بالكتاب فأكرم الرسل وأطلق الأسرى ونفذهم إلى بغداد وأجاب عن الكتاب