@ 492 @
وعند أمه فعزله عن الوزارة وقبض عليه ثامن ذي القعدة وأعيد ابن الفرات إلى الوزارة
وضمن على نفسه أن يحمل كل يوم إلى بيت المال ألف دينار وخمسمائة دينار
فقبض على أصحاب الوزير علي بن عيسى وعاد فقبض على الخاقاني الوزير وأصحابه
واعترض العمال وغيرهم وعاد عليهم بأموال عظيمة ليقوم بما ضمنه
وكان علي بن عيسى قد تعجل بمال من الخراج لينفقه في العيد فاتسع به ابن الفرات
وكان قد كاتب العمال بالبلاد كفارس والأهواز وبلاد الجبل وغيرها في حمل المال وحثهم على ذلك غاية الحث بعد قبضه فادعى ابن الفرات الكفاية والنهضة في جمع المال
وكان أبو علي بن مقلة مستخفيا مذ قبض ابن الفرات إلى الآن فلما عاد ابن الفرات إلى الوزارة ظهر فأشخصه ابن الفرات وقربه
$ ذكر أمر يوسف بن أبي الساج $
كان يوسف بن أبي الساج على أذربيجان وأرمينية قد ولي الحرب والصلاة والأحكام وغيرها منذ أول وزارة ابن الفرات الأولى وعليه مال يؤديه إلى ديوان الخليفة
فلما عزل ابن الفرات وولي الخاقاني الوزارة وبعده علي بن عيسى طمع فأخر حمل بعض المال فاجتمع له ما قويت به نفسه على الامتناع وبقي كذلك إلى هذه السنة
فلما بلغه القبض على الوزير علي بن عيسى أظهر أن الخليفة أنفذ له عهدا بالرمي وأن الوزير علي بن عيسى سعى له في ذلك فأنفذه إليه وجمع العساكر وسار إلى الري وبها محمد بن علي صعلوك يتولى أمرها لصاحب خراسان وهو الأمير نصر بن أحمد بن إسماعيل الساماني
وكان صعلوك قد تغلب على الري وما يليها أيام وزارة علي بن عيسى ثم أرسل إلى ديوان الخليفة فقاطع عليها بمال يحمله
فلما بلغه مسير يوسف بن أبي الساج نحوه سار إلى خراسان فدخل يوسف الري واستولى عليها وعلى قزوين وزنجان وأبهر
فلما بلغ المقتدر فعله وقوله إن علي بن عيسى أنفذ له العهد واللواء بذلك فأنكره واستعظمه وكتب يوسف إلى الوزير ابن الفرات يعرفه أن علي بن عيسى أنفذ إليه بعهده على هذه الأماكن وأنه افتتحها وطرد عنها المتغلبين عليها ويعتذر بذلك ويذكر كثرة ما أخرجه
فعظم ذلك على المقتدر وأمر ابن الفرات أن يسأل علي بن عيسى عن الذي ذكره يوسف فأحضره وسأله فأنكر ذلك
وقال سلوا الكتاب وحاشية الخليفة فإن