@ 493 @
العهد واللواء لا بد أن يسير بهما بعض خدم الخليفة أو بعض قواده
فعلموا صدقه
وكتب ابن الفرات إلى ابن أبي الساج ينكر عليه تعرضه إلى هذه البلاد وكذبه على الوزير علي بن عيسى
وجهز العساكر لمحاربته وكان مسير العساكر سنة خمس وثلاثمائة وكان المقدم على العسكر خاقان المفلحي ومعه جماعة من القواد كأحمد بن مسرور البلخي وسيما الجزري وتحرير الصغير فساروا والتقوا بيوسف واقتتلوا فهزمهم يوسف وأسر منهم جماعة وأدخلهم الري مشهورين على الجمال
فسير الخليفة مؤنسا الخادم في جيش كثيف إلى محاربته فسار وانضم إليه العسكر الذي كان مع خاقان
فصرف خاقان عن أعمال الجبل ووليها تحرير الصغير
وسار مؤنس فأتاه أحمد بن علي وهو أخو محمد بن علي صعلوك مستأمنا فأكرمه ووصله
وكتب ابن أبي الساج يسأل الرضا وأن يقاطع على أعمال الري وما يليها على سبعمائة ألف دينار
لبيت المال سوى ما يحتاج إليه الجند وغيرهم فلم يجبه المقتدر إلى ذلك ولو بذل ملء الأرض لما أقره على الري يوما واحدا لإقدامه على التزوير
فلما ابن أبي الساج ذلك سار عن الري بعد أن أخربها وجبى خراجها في عشرة أيام وقلد الخليفة الري وقزوين وأبهر وصيفا البكتمري
وطلب ابن أبي الساج أن يقاطع على ما كان بيده من الولاية فأشار ابن الفرات بإجابته إلى ذلك فعارضه نصر الحاجب وابن الحواري وقالا لا يجوز أن يجاب إلى ذلك إلا بعد أن يطأ البساط
ونسب ابن الفرات إلى موطأة ابن أبي الساج والميل معه فحصل بينهما وبين ابن الفرات عداوة فامتنع المقتدر من إجابته إلى ذلك إلى أن يحضر في خدمته بنفسه
فلما رأى يوسف أن دمه على خطر إن حضر لخدمته حارب مؤنسا فانهزم مؤنس إلى زنجان وقتل من قواده سيما بن بويه وأسر جماعة منهم فيهم فيهم هلال بن بدر فأدخلهم أردبيل مشتهرين على الجمال
وأقام مؤنس بزنجان يجمع العساكر ويستمد الخليفة وكاتبه ابن أبي الساج في الصلح وتراسلا في ذلك
وكتب مؤنس إلى الخليفة فلم يجبه إلى ذلك فلما كان في المحرم سنة سبع وثلاثمائة والوزير يومئذ حامد بن العباس اجتمع لمؤنس عسكر كبير فسار إلى يوسف فتواقعا على باب أردبيل فانهزم عسكر يوسف وأسر يوسف وجماعة من أصحابه وعاد بهم مؤنس إلى بغداد فدخلها في المحرم أيضا
وأدخل يوسف أيضا بغداد مشتهرا على جمل وعليه برنس بأذناب الثعالب فأدخل إلى المقتدر ثم حبس بدرا الخليفة عند زيدان القهرمانة
ولما ظفر مؤنس بابن أبي الساج قلد على ابن وهسوذان