كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 6)

@ 497 @

$ ثم دخلت سنة خمس وثلاثمائة $
في هذه السنة في المحرم وصل رسولان من ملك الروم إلى المقتدر يطلبان المهادنة والفداء فأكرما إكراما كثيرا
وأدخلا على الوزير وهو في أكمل أبهة وقد صف الأجناد بالسلاح والزينة التامة وأديا الرسالة إليه
ثم أنهما دخلا على المقتدر وقد جلس لهما واصطف الأجناد بالسلاح والزينة التامة وأديا الرسالة فأجابهما المقتدر إلى ما طلب ملك الروم من الفداء
وسير مؤنسا الخادم ليحضر الفداء وجعله أميرا على كل بلد يدخله يتصرف فيه على ما يريد إلى أن يخرج عنه وسير معه جمعا من الجنود وأطلق لهم أرزاقا واسعة وأنفذ معه مائة ألف وعشرين ألف دينار لفداء أسارى المسلمين
وسار مؤنس والرسل وكان الفداء على يد مؤنس
وفيها أطلق أبو الهيجاء عبد الله بن حمدان وإخوته وأهل بيته من الحبس وكانوا محبوسين بدار الخليفة وقد تقدم ذكر حبسهم وسببه
وفيها مات العباس بن عمرو الغنوي وكان متقلدا أعمال الحرب بديار مضر فجعل مكانه وصيف البكتمري فلم يقدر على ضبط العمل فعزل وجعل مكانه جني الصفواني فضبطه أحسن ضبط
وفي هذه السنة كانت بالبصرة فتنة عظيمة
وسببها أنه كان الحسن بن الخليل بن رمال متقلدا أعمال الحرب بالبصرة وأقام بها سنين وجرت بينه وبين العامة من مضر وربيعة فتن كثير وسكنت
ثم ثارت بينهم فتنة اتصلت فلم يمكنه الخروج من منزله برحبة بني نمير واجتمع الجند كلهم معه وكان لا يوجد أحد منهم في طريق إلا قتل حتى حوصرت وعروت القناة التي يجري فيها الماء إلى بني نمير فاضطر إلى الركوب إلى المسجد الجامع فقتل من العامة خلقا كثيرا
فلما عجز عن إصلاحهم خرج هو ومعه الأعيان من أهل البصرة إلى واسط
فعزل عنها واستعمل أبو دلف هاشم بن محمد الخزاعي عليها فبقي نحو سنة وصرف عنها
ووليها سبك المفلحي نيابة عن شفيع المقتدري

الصفحة 497