كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 6)

@ 501 @
وطمع اللصوص والعيارون وكثرت الفتن وكبست دور التجار وأخذت بنات الناس في الطريق المنقطعة وكثر المفسدون
$ ذكر إرسال المهدي العلوي العساكر إلى مصر $
وفي هذه السنة جهز المهدي صاحب أفريقية جيشا كثيفا مع ابنه القاسم وسيرهم إلى مصر وهي المرة الثانية فوصل إلى الإسكندرية في ربيع الآخر سنة سبع وثلاثمائة فخرج عامل المقتدر عنها ودخلها القائم ورحل إلى مصر فدخل الجيزة وملك الأشمونين وكثيرا من الصعيد
وكتب إلى أهل مكة يدعوهم إلى الدخول في طاعته فلم يقبلوا منه
ووردت بذلك الأخبار إلى بغداد فبعث المقتدر بالله مؤنسا الخادم في شعبان وجد في السير فوصل إلى مصر وكان بينه وبين القائم عدة وقعات
ووصل من أفريقية ثمانون مركبا نجدة للقائم فأرست بالإسكندرية وعليها سليمان الخادم ويعقوب الكتامي وكانا شجاعين
فأمر المقتدر بالله أن يسير مراكب طرسوس إليهم فسار خمسة وعشرون مركبا وفيها النفط والعدد ومقدمها أبو اليمن
فالتقت المراكب بالمراكب واقتتلوا على رشيد فظفر أصحاب مراكب المقتدر وأحرقوا كثيرا من مراكب أفريقية
وهلك أكثر أهلها وأسر منهم كثير وفي الأسرى سليمان الخادم ويعقوب فقتل من الأسرى كثير وأطلق كثير
ومات سليمان في الحبس بمصر وحمل يعقوب إلى بغداد ثم هرب منها وعاد إلى أفريقية وأما عسكر القائم فكان بينه وبين مؤنس وقعات كثيرة وكان الظفر لمؤنس فلقب حينئذ بالمظفر ووقع وباء في عسكر القائم والغلاء فمات منهم كثير من الناس والخيل فعاد من سلم إلى أفريقية وسار عسكر مصر في أثرهم حتى أبعدوا فوصل القائم إلى المهدية في رجب من السنة
$ ذكر عدة حوادث $
في هذه السنة غزا بشر الأفشيني بلاد الروم فافتتح عدة حصون وغنم وسلم وغزا ثمال في بحر الروم فغنم وسبا وعاد
وكان على الموصل أبو أحمد بن حماد الموصلي
وفيها دخل جني الصفواني بلاد الروم فنهب وخرب وأحرق وفتح وعاد فقرئت الكتب على المنابر ببغداد بذلك
وفيها وقعت فتنة ببغداد بين العامة

الصفحة 501